تتواصل، إلى غاية 17 ماي الجاري، بمدينة مراكش، فعاليات المهرجان الدولي للمسرح في نسخته السابعة، التي انطلقت يوم الخميس الماضي، بمسرح دار الثقافة بحي الداوديات بمشاركة مجموعة من الفرق الوطنية منها فرقة "الشامات" من مكناس، و"القصبة"، و"نحن نلعب" من الرباط، و"أبو الهيتم" من بني ملال، و"محترف 21" من الدارالبيضاء، و"مسرح أرلكان" و"السلام المسرحي" من مراكش، وفرقة الرقص الدرامي التابعة لوزارة الثقافة العراقية. وسيكون الجمهور المراكشي على موعد مع لحظات مميزة للاستمتاع بالعروض المسرحية، التي سيجري تقديمها من طرف الفرق المشاركة بفضاء مسرح دار الثقافة والمسرح الملكي والمركب الثقافي الحي الحسني، على مدى خمسة أيام. وتحتفي الدورة السابعة لمهرجان مراكش الدولي للمسرح بالمسرح المغربي، من خلال برمجة مجموعة من الأعمال المسرحية ذات السمة المغربية تخليدا لليوم الوطني للمسرح، كما تحتفي الدورة السابعة بالفنان مصطفى تاه تاه، أحد رموز المسرح المغربي، خلال حفل خاص سيجري تنظيمه من طرف الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بجهة مراكش تانسيفت الحوز ببهو مقاطعة النخيل، اعترافا ومكافأة للخدمات التي قدمها في حياته الفنية للعمل المسرحي. وعلى هامش المهرجان، سيجري فتح ورشات مسرحية لفائدة الشباب بكل من المركب الثقافي الحي الحسني، ودار الشباب عرصة الحامض، إضافة إلى تقديم عروض مسرحية للأطفال وتنظيم لقاءات مفتوحة مع المحتفى به وأنشطة أخرى. وسيكون موضوع ساحة جامع الفنا محور ندوة المهرجان باعتبارها من بين الساحات، التي كانت ومازالت مجالا لصناعة الفرجة والحلم والتنفيس ومصدر روح الفكاهة الحرة، وساحة المشاهدة والتتبع وعرض الفنون، بمعنى أن الفرجة هي التي تشكل عنصرا أساسيا في مظاهر الحلقات، التي تنتشر فيها كمجال خصب للفعل التمثيلي. وارتأت اللجنة المنظمة، تنظيم "كرنفال" للفرق المسرحية المشاركة تزامنا مع الافتتاح الرسمي للمهرجان تحت شعار "كلنا جامع الفناء" على شكل مسيرة تنطلق من مسجد الكتبية في اتجاه ساحة جامع الفنا للتعبير عن التضامن المطلق مع ضحايا الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف مقهى "أركانة" والدعم المعنوي لرواد ساحة جامع الفنا، من خلال عرض مشاهد مسرحية لبعض الفرق في شكل حلقات تنديدا بالعدوان الهمجي. وفي حديثه عن الدورة السابعة للمهرجان، قال عمر الجدلي، المنسق العام للمهرجان الدولي للمسرح، إن الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بمراكش، وبعد تجديد هياكله وتصحيح مساره وضخ دماء جديدة في شرايينه، اتخذ جملة من التدابير من أجل صياغة خطة عمل واضحة المعالم والأهداف تضع في صلب اهتمامها العناية بالمشهد الثقافي والفني والمسرحي بمدينة مراكش، من خلال التمسك بكل المكتسبات، التي راكمها الفرع، منذ تأسيسه وعلى رأسها مهرجان مراكش الدولي للمسرح. وأضاف الجدلي الكاتب العام لفرع النقابة المغربية لمحترفي المسرح بجهة مراكش في تصريح ل"المغربية"، أن الدورة السابعة للمهرجان كانت بمثابة تحدي رفعه الفرع، منذ تجديد هياكله رغم العراقيل والصعوبات التي واجهها، مشيرا إلى أن الهدف من هده الدورة هو إرجاع الروح إلى المهرجان الذي جرى تجميده من طرف أعضاء المكتب السابق والحرص على ضمان استمراريته، من خلال تجنيد كل الكفاءات لإعطاء مدينة مراكش تألقها وتوهجها وما يليق بمكانتها التاريخية والثقافية. وأوضح المنسق العام للدورة السابعة، أن مهرجان مراكش الدولي للمسرح ساهم منذ دورته الأولى في إغناء المشهد الثقافي والفني بالمغرب، وأضحى أحد أهم المهرجانات المسرحية على المستوى الوطني والدولي، وجعل من مدينة البهجة ملتقى للمبدعين والكتاب والممثلين من مختلف دول العالم. وأشار إلى أن مهرجان مراكش الدولي للمسرح، شكل خلال دوراته الست السابقة مناسبة للتفكير في سبل تطوير الفعل الإبداعي عبر مجموعة من الندوات والمناظرات التي ساهمت في إغناء الخزانة المغربية بكتب ومقالات أصبحت بمثابة المادة الخام لكل باحث ومهتم. وأبرز الجدلي أن مهرجان مراكش الدولي للمسرح اكتسى طابع الدولية، من خلال التجربة والتراكم الفني عبر إرادة قوية توحدت لدى الفنانين المراكشيين ولدى المسؤولين والقائمين على الشأن العام والثقافي، للاحتفاء بالتراث والحضارة المغربية والاحتكاك مع التجارب العالمية الحديثة في المجال المسرحي.