في موكب جنائزي حزين شيع، مساء أول أمس السبت، بمقبرة دوار أولاد لحرش بحي صوكوما، جثمان النادل، ياسين البوزيدي، من مواليد 1979، بمدينة ورزازات. أحد ضحايا الاعتداء الإرهابي الشنيع، الذي استهدف مقهى أركانة بساحة جامع الفنا، يوم الخميس الماضي، وأودى بحياة 16 قتيلا، أغلبهم من الأجانب، وأسفر عن إصابة أزيد من 23 بجروح متفاوتة الخطورة. وكان في مقدمة المشيعين محمد امهيدية، والي جهة مراكش، وفاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الجماعي، وحميد نرجس، رئيس مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز، وعدد من المسؤولين، والمنتخبين المحليين، وأهل وأقارب الفقيد وأصدقائه، وجمع غفير من المواطنين وقبل موارة جثمان الفقيد الثرى، فوجئت أسرته بالعدد الكبير من ممثلي الجمعيات المدنية، والسكان المجاورين، وأصدقاء الضحية، تتقاطر على منزلها الموجود بحي صوكوما لتقديم تعازيها في فقدان الفقيد. وبعد دفن الضحية، تواصلت عملية تقديم التعازي لعائلة الضحية، خريج مدرسة الفندقة والسياحة بمدينة ورزازات، في جو مهيب يغلب عليه طابع الحسرة، والذهول، الذي أصيب به أصدقاء الضحية. "درتي فيا خير ملي مشيت نشوف واليديا"، كانت هذه آخر عبارة نطق بها الضحية ياسين قبل خلوده للنوم، من أجل الاستيقاظ باكرا، والتوجه إلى مقهى أركانة لمباشرة عمله كعادته، تقول ليلى المكلومة، زوجة الضحية، من مواليد سنة 1984، بمدينة سيدي قاسم، بنبرة حزينة، ودموع الحسرة تملأ جفنيها. وتضيف ليلى، وهي حامل في شهرها الرابع، وأم لطفلة عمرها 6 سنوات، بأن ياسين خرج كعادته للعمل من بيت يكتريه بسطح منزل بحي صوكوما، بسومة كرائية محددة في 700 درهم شهريا، في حدود السادسة صباحا، دون أن يخطر بباله أنه سيلقى حتفه في الانفجار الإرهابي، الذي استهدف مقهى أركانة التي يشتغل بها. تملك ليلى قلق شديد صباح يوم الانفجار على زوجها ياسين، لكونه اعتاد الاتصال بها عبر الهاتف، وبعد تجاوز عقارب الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، شرعت في طرح مجموعة من الأسئلة حول دواعي عدم اتصاله غير المألوف، لتقرر الانتظار بعض الوقت لعل الهاتف يرن، في الوقت الذي ازدادت دقات قلبها. لم تعد تتحمل الانتظار مكتوفة الأيدي، بعدما انتابها إحساس بأن مكروها حصل لزوجها ياسين، قبل أن تتوصل بخبر انفجار مقهى أركانة، لينزل على رأسها كالصاعقة، وتتوجه مباشرة إلى مكان الحادث، ويتأكد لها في الأخير أن زوجها راح ضحية العملية الإرهابية.