وصل اثنا عشر مغربيا، مساء الجمعة المنصرم، إلى دكار، على متن طائرات عسكرية فرنسية، جرى إرسالها لإجلاء الرعايا الفرنسيين الفارين من أعمال العنف والمواجهات المسلحة في أبيدجان. ولدى وصولهم، تكفلت مصالح سفارة المملكة بدكار بالمواطنين المغاربة الاثنا عشر، وهم نساء وأطفال، حيث جرى إيواؤهم بأحد الفنادق بالعاصمة السينغالية، في انتظار المغادرة نحو الدارالبيضاء على متن رحلة جوية منتظمة. ووصل المغاربة، الذين جرى إجلاؤهم عبر مجموعتين على متن رحلتين لطائرات عسكرية فرنسية جرى إرسالها لنقل الرعايا الفرنسيين واللبنانيين والسويسريين. كما وصل خمسة عشر آخرين من المواطنين المغاربة، خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين، إلى دكار، حيث تمكنوا من السفر إلى الدارالبيضاء، على متن رحلة جوية منتظمة. وتعبأت مصالح سفارة المغرب في دكار، بعد إشعارها من قبل الوزارة المكلفة بالجالية المغربية في الخارج، لمساعدة الأشخاص المرحلين نحو دكار. يشار إلى أن مصاريف السفر من دكار إلى الدارالبيضاء تكفلت بها الوزارة. وفي مواجهة التدهور الخطير للوضع الأمني في الكوت ديفوار، نسقت الوزارة المكلفة بالجالية المغربية في الخارج وسفارتا المغرب في دكار وأبيدجان، بشكل وثيق، للمساعدة في إجلاء المغاربة العالقين في أبيدجان. وحسب الأشخاص، الذين جرى إجلاؤهم إلى دكار، فإن حالة من الفوضى تعم العاصمة الاقتصادية لكوت ديفوار، موضحين أن جماعات مسلحة مجهولة تقوم بنشر الرعب والاعتداء على الممتلكات الخاصة بالأجانب، حيث جرى نهب العديد من المتاجر وهوجم الأجانب في ديارهم. وقالوا إن أصعب شيء هو أنه لا يمكننا الخروج إلى الشارع لمدة أسبوعين، كما أغلقت المتاجر وبدأت تنفد منا المؤن. وعبر هؤلاء عن امتنانهم للسلطات المغربية التي تولت إيواءهم بدكار وتأمين مغادرتهم نحو الدارالبيضاء. كما اعتبروا أنفسهم محظوظين لتمكنهم من مغادرة هذه الوضعية الصعبة في أبيدجان، معربين عن أملهم في أن يتمكن المواطنون المغاربة، الذين تقطعت بهم السبل في هذه المدينة، من مغادرتها والعودة إلى وطنهم الأم. ومنذ اندلاع المعارك العنيفة بين القوات الموالية لواتارا وتلك التابعة لغباغبو، لجأ المئات من المواطنين الأجانب المقيمين في الكوت ديفوار للقاعدة العسكرية التابعة للقوات الفرنسية "ليكورن" في أبيدجان، في انتظار إجلائهم على متن الطائرات العسكرية الفرنسية، التي تؤمن جسرا جويا نحو لومي (الطوغو) وأكرا (غانا) ودكار. وأشار مسؤولو القوة الفرنسية إلى أنه، وإلى غاية الخميس الماضي، فإن أزيد من ألفي أجنبي ينتظرون إجلاءهم، في حين يواصل العشرات آخرون منهم التوافد صوب القاعدة العسكرية الفرنسية بور بوي.