أجبرت ضراوة القصف الصاروخي لكتائب القذافي, قوات المعارضة الليبية، أول أمس الثلاثاء، على التراجع لنحو 20 كيلومترا شرقا، ذلك في اليوم السادس من القتال المحتدم بين الطرفين للسيطرة على ميناء البريقة النفطي. تقهقر المعارضة الليبية في البريقة بعد ستة أيام من المقاومة (أ ف ب) ويعد هذا التقهقر الأكبر من نوعه للثوار الليبيين، الذين شوهدت شاحنات وعربات مقاتليهم تنزح باتجاه معقلهم بنغازي, تحت وابل من القصف المتواصل بالصواريخ وقذائف (المورتر). وربطت قوات المعارضة الليبية تقهقهرها هذا بتراجع فعالية الغارات الجوية الغربية منذ تسلم حلف شمال الأطلسي، الأسبوع الماضي, العمليات من ائتلاف ضم فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة. وقال مقاتلو المعارضة "منذ تولي حلف شمال الأطلسي السيطرة على الغارات ونحن نتراجع"مضيفين" هناك خطأ (..) فعندما أعطت الولاياتالمتحدة السيطرة للحلف، توقف القصف". ولاحت بوادر التقهقر عندما سقطت صواريخ على مقربة من مجموعة من قوات المعارضة كانت تنتظر قدوم شاحنات مزودة بمدافع آلية عند البوابة الشرقية للبريقة. ولم تجد نفعا, محاولات مقاتلي الثوار الرد على القصف بإطلاق النار من قاذفاتهم، إذ سرعان ما قفز العشرات منهم إلى شاحنات انطلقت بهم بعيدا عن مرمى الصواريخ (على بعد أكثر من خمسة كيلومترات من الحدود الشرقية للبريقة). من جهة أخرى، أعلن مسؤولون بحلف شمال الأطلسي أن الضربات الجوية، التي استهدفت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي، منذ بدء الحملة ضدها الشهر الماضي، دمرت نحو ثلث القدرة العسكرية لهذه القوات . وقال مسؤولو الحلف إن المنطقة المحيطة بمدينة مصراتة تمثل حاليا "الأولوية" بالنسبة للضربات الجوية. وتعد مصراتة المدينة الرئيسية الوحيدة في غرب ليبيا، التي لم تتمكن قوات القذافي، حتى الآن, من سحق انتفاضتها، التي بدأت منذ حوالي الشهرين. وفي هذا الصدد, قال مارك فان أوم ضابط كبير بحلف الأطلسي، في مؤتمر صحفي في بروكسيل إن الضربات الجوية للحلف استهدفت المناطق المحيطة بمدينة مصراتة وأصابت دبابات القذافي ونظم الدفاع الجوي التابعة له وعربات مدرعة أخرى. وأضاف أنه بالقرب من البريقة في الشرق, حيث يتواصل القتال لليوم السادس على التوالي, ضربت طائرات حلف الأطلسي منصة إطلاق صواريخ ومستودعات ذخيرة في مناطق أخرى. وردا على انتقادات المعارضين، التي تشير إلى تراجع فاعلية القوة الجوية منذ تولي الحلف قيادة العمليات, قال فان أوم إن الوجود العسكري في سماء ليبيا مستمر. غير أنه أوضح أن استخدام القذافي للمدنيين دروعا بشرية وإخفاء مدرعاته في مناطق سكنية يحد من قدرة الحلف على ضرب الأهداف. من جهتها، أعلنت الحكومة الأمريكية أن الحرب في ليبيا كلفت سلاح الجو الأمريكي حوالي أربعة ملايين دولار يوميا, مضيفا أن هذا المبلغ سيتراجع بعدما سحبت الطائرات المقاتلة الأمريكية من ليبيا الاثنين المنصرم. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الجيش الأمريكي سحب في اليوم نفسه الطائرات المقاتلة، التي أشركها في الحملة الدولية على ليبيا ضد قوات العقيد معمر القذافي. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية ذكرت، في 29 مارس، أن التدخل العسكري في ليبيا كلف وزارة الدفاع 550 مليون دولار إضافي.