"جينا نحيدو الشك ديال مرض السل"، "عندي السعال هاذي 15 يوم، وخفت نكون مريضة بالسل"، "مراتي كتقول لي فيك السل وخاصك تدير الكشف"، "الكشف المبكر أحسن علاج". مستفيدون من القافلة الطبية (أيس بريس) كانت هذه العبارات من جملة ما قاله نساء ورجال، حضروا في الصباح الباكر إلى المستشفى الإقليمي ابن امسيك، في عمالة ابن امسيك بالدارالبيضاء، ينتظرون موعد التشخيص ضد داء السل. إذ استفاد حوالي 300 مواطن، من مقاطعة ابن امسيك، من عملية الكشف عن داء السل، في إطار قافلة طبية، نظمتها مندوبية وزارة الصحة، بشراكة مع عمالة مقاطعات ابن امسيك، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، للكشف عن هذا المرض، لفائدة سكان هذه العمالة، بواسطة حافلة متنقلة ومجهزة. وقال نور الدين، من سكان قرية الجماعة، إنه حضر من أجل الكشف والاطمئنان على صحته، بينما قالت الغالية البعمري إنها تسعل منذ أزيد من 15 يوما، وتخشى إصابتها بداء السل. "كنت من الأوائل في القافلة الطبية لأخضع للتشخيص، ويزول شك إصابتي بداء السل"، بنبرة حزينة تحدثت عائشة (56 سنة) وهي تشجع النساء على الكشف ضد داء السل. أما يامنة الناعوري (62 سنة)، فقالت إنها تعاني فقدان الشهية منذ شهر، ولديها تخوف من الإصابة بداء السل في الرحم أو الثدي، الأمر الذي جعلها تعجل بالاستفادة من الكشف. وحتى الشباب أتوا من أجل الاستفادة من الكشف المجاني، يقول مروان (26 سنة، طالب)، "رغم أنني لا أدخن، لكن لدي تخوف من الإصابة بعدوى داء السل من أحد زملائي أو زميلاتي"، بينما حضر أيوب فصيح (18 سنة) رفقة والدته، التي ستخضع للكشف. وعن واقع هذا المرض، قالت نادية شافلي، رئيسة مصلحة تشخيص داء السل بمندوبية وزارة الصحة ابن امسيك، ل"المغربية"، إن أكثر من 25 ألف حالة جديدة تسجل سنويا في المغرب، منها 5 آلاف حالة في الدارالبيضاء، ما يعادل 20 في المائة على الصعيد الوطني. وأكدت شافلي أن العلاج ضد داء السل بالمجان ومضمون مائة في المائة إذا تابع المصاب العلاج مدة 6 أشهر دون توقف، مشيرة إلى أن كل مصاب بداء السل يمكنه أن ينقل العدوى إلى 10 أشخاص في السنة. وعن أعراض المرض، قالت شافلي إنها تتشخص في السعال لأزيد من 15 يوما، والحمى، والتعرق بالليل، والهزال، وفقدان الشهية. من جهته، قال عبد اللطيف حارثي، طبيب بالمستشفى الإقليمي ابن امسيك، ل"المغربية"، إن القافلة نظمت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع عمالة مقاطعات ابن امسيك، ومندوبية وزارة الصحة، تخليدا لليوم العالمي لمحاربة داء السل، الذي يصادف يوم 24 مارس من كل سنة. وأضاف حارثي أن القافلة الطبية نظمت بتعاون مع مؤسسة سيدي بليوط للأعمال الاجتماعية، وبحضور أطباء اختصاصيين في الأمراض الصدرية، يشرفون على عملية الكشف بواسطة جهاز الأشعة. وأوضح حارثي أن عملية التحسيس والتشخيص بدأت انطلاقا من المراكز الصحية، بتسجيل أرقام الراغبين في الاستفادة من القافلة الطبية. في السياق نفسه، اعتبر عبد الحق الحراث، رئيس مؤسسة سيدي بليوط للأعمال الاجتماعية، أن عمل المؤسسة يتجلى في المساهمة بالتجهيزات الطبية الخاصة بالكشف والوحدة المتنقلة، موضحا أن المؤسسة مستعدة لتقديم المساعدات لجميع المندوبيات. وزار عامل عمالة مقاطعات ابن امسيك، مصطفى الخديري، الوحدة المتنقلة والخيمة، التي نصبت وسط المستشفى الإقليمي، لتحسيس وتوعية المواطنين بخطورة داء السل، وضرورة الكشف المبكر.