أفادت وكالة أنباء كيودو بأن السلطات اليابانية فرضت, أمس الثلاثاء, حظرا للطيران على مسافة 30 كيلومترا من محطة 'فوكوشيما -1 ' النووية (230 كلم شمالي طوكيو) حيطة وحذر من احتمالات التسرب الإشعاعي (أ ف ب) وذلك بعد تفاقم الأزمة النووية في البلاد إثر الزلزال المدمر وموجات المد البحري (تسونامي)، الذي خلف آلاف القتلى. وقالت الوكالة إن هذه الخطوة فرضت بموجب قانون الطيران المدني, إلا أنه لا يشمل الطائرات العاملة في عمليات البحث والإنقاذ, مضيفة أن هذا الحظر لن يكون له تأثير كبير على الرحلات الجوية التجارية المبرمجة في البلاد. كما أعلنت الشرطة اليابانية، أمس الثلاثاء، أن الحصيلة الرسمية للزلزال، الذي ضرب الجمعة المنصرم شمال شرق البلاد ارتفعت إلى أكثر من 2500 قتيلا. وأحصت الشرطة 2414 قتيلا مؤكدا و 3118 مفقودا و 1885 جريحا. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن 1647 قتيلا. وتتوقع السلطات أن ترتفع الحصيلة مع اكتشاف جثث جديدة في كل المنطقة المنكوبة, إذ أعلن قائد شرطة مقاطعة مياجي وهي إحدى المقاطعات الأكثر تضررا, أنه متأكد من أن عدد القتلى سوف يتخطى العشرة آلاف. كما تسبب الزلزال، في تدمير 72 ألفا و 945 مبنى حسب ما أعلنت وزارة الداخلية. وقالت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء إن الزلزال العنيف وموجات المد البحري العاتية دمرت مساحات شاسعة من الأراضي المطلة على سواحل اليابان الشمالية الشرقية بما في ذلك كامل مدينة ميناميسانريكو الساحلية. وتخوض اليابان سباقا مع الوقت لإغاثة مئات آلاف المنكوبين جراء أعنف زلزال شهدته في تاريخها. كما تسعى السلطات للحد من التبعات الاقتصادية للكارثة، التي أدت إلى تقنين صارم في توزيع الكهرباء في منطقة العاصمة طوكيو البالغ عدد سكانها 35 مليون نسمة إذ قامت العديد من الشركات بتعليق إنتاجها جزئيا. من جهة أخرى، أغلقت بورصة طوكيو جلسة التداولات، أمس الثلاثاء، على تراجع حاد, إذ خسر مؤشر نيكاي الذي يضم أسهم أبرز 225 شركة مدرجة 55 ،10 في المائة, بسبب هلع المستثمرين من تفاقم مشاكل الإشعاعات المنبعثة من محطة فوكوشيما النووية. وأغلق مؤشر نيكاي 225 الرئيسي على خسارة 34 ،1015 نقطة ليستقر عند 15 ،8605 نقطة. أما مؤشر توبيكس الأوسع, الذي يضم جميع شركات الصف الأول وتعكس أسهمه بشكل أفضل أداء القطاعات, فأغلق على خسارة مماثلة بلغت 23 ر80 نقطة (47 ،9 في المائة) مستقرا عند 73 ،766 نقطة. من جهتها، أكدت صحيفة "تايمز أوف إنديا" أن شركات التأمين العالمية سترفع في الأيام القادمة سقف التأمينات بعد الخسائر، التي تكبدتها جراء زلزال اليابان, التي قد تصل إلى 35 مليار دولار. ونقلت الصحيفة، أمس الثلاثاء، عن أحد وسطاء إعادة التأمين قوله إن شركات التأمين "ستراجع معدلاتها بشأن الخسائر المؤمن عنها بعد حدوث كارثتين طبيعيتين مطلع هذا العام والمتمثلة في زلزال كرايس تشيرش بنيوزيلاندا وزلزال اليابان", ثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد الولاياتالمتحدة والصين.