قال مستشار جلالة الملك، رئيس مؤسسة أنا ليند، أندري أزولاي، مساء الأربعاء بلندن، إن "المغرب رسم معالم مستقبله بوضوح وعزم، في إطار دينامية الإصلاح والحداثة الهادئين. وانطلاقا من هذا المعطى، الذي يفرض نفسه على كل واحد منا، فإنني متفائل وواثق في مستقبل بلدي". وحرص أزولاي، أمام أزيد من مائة شخصية من عالم السياسة والديبلوماسية وجامعيين، من بينهم الشريفة للاجمالة العلوي، سفيرة المغرب ببريطانيا، وسفير بريطانيا بالمغرب، تيم موريس، خلال لقاء نظمه المجلس الثقافي البريطاني، شهد نقاشا بشأن "المستجدات والتحديات التي يعرفها العالم العربي"، دام أزيد من ساعتين، على إبراز "انسجام ومشروعية ووجاهة مشروع المجتمع، الذي وضعه صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال العشر سنوات الأخيرة، استنادا إلى خيارات تاريخية، وأسس اعتمدها المغرب غداة الاستقلال. وبعد أن أشار الى المنع الحكيم للحزب الوحيد سنة 1961، والى اعتماد اقتصاد السوق ، مرورا بحقوق المرأة وأول مدونة ، أكد أزولاي أن " قراءة واستيعاب الواقع المؤسساتي والسياسي والاجتماعي لبلدنا ، ينبغي أن يجري انطلاقا من هذه الاختيارات الرائدة والجريئة ". وذكر مستشار جلالة الملك ، بعد أن أبرز التنوع والانفتاح، اللذين ميزا المغرب على الدوام، بأن المملكة كانت أول بلد في المنطقة عمل على تكريس حقوق المرأة. وأشار إلى أن هذه المكتسبات المتعددة جعلت المغرب منسجما مع ذاته، ومكنت من بناء مجتمع منفتح ومرن وحيوي، قادر على استباق الإصلاحات . وقال إن المغرب، الذي يتميز بحضارته العريقة، " ليس ببلد جديد داخل الساحة الدولية " ، مؤكدا أن هذا التوجه يسمح باستشراف المستقبل بثقة وتفاؤل . وأبرز أن هذا المستقبل يتمثل في دينامية التغيير الجارية وفقا لنظرة مختلفة، ملاحظا أن المغرب له ما يكفي من التجربة والمصداقية والأدوات اللازمة للمضي قدما إلى الأمام. وأكد مستشار صاحب الجلالة، من جهة أخرى، أن التغيير، الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يتيح فرصة لإعادة التفكير في الشراكة الأورو-متوسطية على نحو يجعلها أكثر إنصافا. وقال إن "التاريخ يطرق باب أوروبا"، داعيا أصحاب القرار الأوروبي إلى استيعاب الواقع الجديد كتغيير واعد ل"مستقبلنا المشترك". وتابع أن أوروبا، بالنظر إلى علاقاتها المتعددة مع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مطالبة بأن تكون فاعلا نشطا في ظل هذا المعطى الجديد، معربا عن تفاؤله إزاء العالم العربي الجديد، الذي بدأت تظهر ملامحه. وأشار أزولاي إلى أن الوضع الجديد في المنطقة يتيح الفرصة لإضفاء مصداقية جديدة على الشراكة الأورو-متوسطية، التي يجب أن تكون قائمة على تصور مشترك جديد للمستقبل.