يباشر القسم القضائي الثالث لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، حاليا، البحث في ظروف وملابسات تخلي أم عن فلذة كبدها. المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة (خاص) وعلمت "المغربية" من مصادر مطلعة أن سيدة التحقت في حدود السادسة من مساء الأحد الماضي، بمصلحة المداومة، التي كانت تؤمن مهامها الدائرة الأمنية الثالثة، لمباشرة إجراءات التكفل وتبني رضيع، من جنس ذكر، تخلت عنه أمه البيولوجية. وأكدت المصادر ذاتها أن المرأة التي كانت ترغب في تبني المولود الذكر، كانت تجهل الإجراءات القانونية والمسطرية المتبعة، التي تبقى من اختصاص وصلاحيات النيابة العامة والمحكمة. وعند استفسارها، أفادت السيدة أنها صادفت، السبت الماضي، فتاة في مقتبل العمر، بحي السلام بعاصمة دكالة، كانت تحمل بين ذراعيها رضيعا من جنس ذكر، وبعد أن تجاذبت أطراف الحديث معها، واستأنست بها، أدخلتها إلى بيتها، وأكرمتها، ووفرت للرضيع حليبا مغذيا، ولباسا، يقيه قسوة البرد. عقب ذلك، فاتحتها في موضوع الصغير، إذ أفادت الفتاة البالغة من العمر 18 سنة، أنها تتحدر من مدينة مكناس، وتشتغل نادلة بمقهى بالجديدة، وأن صديقة لها، من جماعة الوليدية، حلت ضيفة لديها، السبت الماضي، وأقامت بعض الوقت بمعيتها، في بيتها الكائن بحي القلعة. وبعد حين، طلبت منها صديقتها، التي لا تتوفر على سكن قار، الاحتفاظ برضيعها، الذي كانت وضعته منذ شهر، ريثما تقضي بعض الأغراض، وتعود لتتسلم فلذة كبدها، غير أنها لم تفعل، واختفت عن الأنظار. وأكدت مصادر "المغربية" أن الفتاة فاعلة الخير، التي استقبلت الأم الحقيقية للرضيع، حاولت الاتصال بها عدة مرات، على هاتفها المحمول، غير أنه لم يكن مشغلا، وبعد أن نفذ صبرها، حملت الرضيع بين ذراعيها، لتجوب شوارع وأزقة الجديدة، بحثا عن والدته البيولوجية، إلى أن صادفت سيدة بحي السلام، أبدت رغبتها في التكفل بالرضيع. وأحالت الضابطة القضائية لدى مصلحة الديمومة، الرضيع على قسم الحضانة بالمركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، وأنجزت إجراء مسطريا جزئيا، أحالته على المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، من أجل تعميق البحث، واستكمال الإجراءات المسطرية. وعلمت "المغربية" أن القضاء سيبت في قضية التكفل بالرضيع المتخلى عنه، الذي تتمسك به السيدة، القاطنة بحي السلام بالجديدة.