اختتمت مساء الجمعة المنصرم، الدورة 11 للمنتدى الاجتماعي العالمي، بتصريحات للحركات الاجتماعية حول تطلعاتها لعالم أفضل، تاركة اللوبيات الإسبانية الداعمة ل (البوليساريو) من دون نتيجة تذكر وفي حالة إحباط ناتج عن الفشل الذي منيت به، على اعتبار أنها لم تجد أي صدى يذكر لدى هذا التجمع العالمي الكبير. وتعاقب أعضاء اللجنة الدولية للمنتدى، وهم شخصيات بارزة للحركات الاجتماعية عبر العالم، على منصة الخطابة، التي أقيمت بجامعة الشيخ أنتا ديوب بدكار، بغية تقديم حصيلة هذه الدورة، وإثارة آفاق عمل الحركات الاجتماعية في كفاحها من أجل "تشكيل قوة اقتراحية للنظام الليبرالي الجديد، الذي يعرف حاليا أزمة كبيرة وعميقة". ولم ترد كلمة واحدة كصدى لمحاولات التضليل والدعاية العديدة، التي شهدها المنتدى من قبل حفنة من مرتزقة (البوليساريو)، يقودها أحد جلادي مخيمات تندوف، بدعم غير مشروط من ناشطين إسبان معادين لمصالح المغرب. وفي هجوم أخير، احتل أعضاء لوبيات جزائرية وإسبانية بالقوة، صباح يوم الجمعة، المنصرم، الجمعية العامة للمنتدى للنساء، على أمل إقحام "التضامن مع قضية النساء الصحراويات المزعومة"، في البيان الختامي. وجرى ذلك بفضل يقظة المشاركات المغربيات، اللواتي تمكن من إفشال هذه المحاولة، التي حاولت تقويض البيان الختامي لنساء العالم اللواتي قدمن لمناقشة قضايا نبيلة. وتعبأ قانونيون مرموقون، وممثلات للمجتمع المدني، وأعضاء منظمات غير حكومية مغربية في هذا الملتقى، لمواجهة هذه المحاولة الهادفة لتوظيف الحركة الاجتماعية في قضايا متجاوزة لم تعد من قضايا الساعة. وتمكن مع ذلك، المتدخلون المغاربة، رغم مضايقة النشطاء الإسبان والجزائريين المشاغبين، من إسماع صوتهم وكشف محاولة "تسييس منتدى النساء وبيانه الختامي، الذي عبر عن تضامنه مع القضايا النبيلة، وكفاح النساء من أجل عالم تسوده المساواة، ومن دون تمييز بين الجنسين". كما جرى إفشال المناورات التي جرى حبكها في الخفاء وراء الكواليس، بفضل الحجج الدامغة، التي قدمتها النساء المغربيات، وضمنهن مواطنات من الأقاليم الجنوبية. تمكن من إقناع رئيسات لجن جمعية نساء المنتدى بسحب الفقرة المتنازع عليها من البيان، وهي فقرة تتنافى تماما مع روح المنتدى وقضاياه الحقيقية. وكعادتها، لجأت حفنة من مرتزقة (البوليساريو) مدعومة من طرف أسيادها، إلى استفزاز المناضلات المغربيات. وكانت بعض الكلمات النابية، ومحاولات منع التعبير الحر لمتدخلات، والهتافات والصفير تجاه مسيرة النقاش، كشفت جميعها الوجه الحقيقي لهذه الحفنة المرتزقة، التي أتت في مهمة دعائية وتضليلية. ولم تمنع كل هذه الممارسات المغرضة والمنافية لروح مثل هذه الملتقيات الدولية رئيسة الجمعية من الإعلان بأن مطالب الوفد المغربي هي مطالب "عادلة ومشروعة". هكذا جرى تطهير البيان النهائي لمنتدى النساء من هذه المغالطة الصارخة، ليقرأ في صيغته الأصلية. وبالتأكيد، فإن هذيان الانفصاليين و"القضايا" التي تعود إلى زمن آخر لم تجد أي صدى لدى مناصري النضال الحديث، والواعي بالرهانات الحقيقية للعالم الحالي، والتي يجسدها المنتدى الاجتماعي العالمي بدكار.(و م ع)