بعد نجاح النسخة الأولى من مهرجان "جنة القمر"، التي نظمت سنة 2008، تستعد هذه التظاهرة في دورتها الثانية، لمعانقة الأطفال من خلال برنامج غني ومتنوع، يفتح المجال أمام الطفولة، التي لم تفقد بعد البراءة والأمل في عالم أفضل، لتستمع بلحظات تجمع مختلف أطياف الإبداع. وفي بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، سيعود مهرجان "جنة القمر"، مرة أخرى، وبقوة أكبر، ليحاكي القمر وضوءه في ظلمة الليل، ويحاكي الأحلام واللعب والخيال... وسيستمر في البحث عن جنة القمر لكل أطفال هذا العالم. وأكدت مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي والمسرح الوطني محمد الخامس، المنظمان للدورة الثانية لمهرجان الطفولة "جنة القمر" من 14 إلى 20 فبراير الجاري بالرباط، والدارالبيضاء، والجديدة، وتطوان، وأزمور، أن هذه التظاهرة تشمل فنون وأشكال إبداعية مختلفة ستحتل الصدارة، طيلة برنامج هذه الدورة، من غناء، ومسرح، ومسرح العرائس، وفن البهلوان، والسيرك... بفضل مبدعين مغاربة وإسبان، متخصصين في فنون عالم الطفل، بهدف نشر قيم التنوع، والحوار، والاختلاف، والانفتاح والتبادل الثقافي بين الأجيال الصاعدة. وبالإضافة إلى تقديم العروض، سيلتقي هؤلاء الفنانون مع الأطفال والشباب في أوراش في فن الأكروبات البهلواني، وفن الإيقاع والفلامينكو. وقالت الجهة المنظمة "نحن بحاجة إلى أكثر من فردوس للقمر، إلى أكثر من فردوس نتخيله في بداية الأمر، ليتحول إلى كلمات، وإلى موسيقى، وإلى حركات وأحاسيس وأفكار.... كانت الطفولة والشباب موضع انشغال دائم لبرنامج المعتمد، من خلال "وصول الآخر"، وتنظيم مهرجانات مثل "مهرجان الضفتين، و"فرحة شفشاون" أو"مدريد الجنوبية"، ولقاءات "حوارات حية"، وفضاءات الإبداع التكوين، وإنتاج عروض أبطالها شباب متعدد الوظائف، لأنهم يعتبرون لبنة الجيل الصاعد، ويحتاجون إلى كل خيالهم وفكرهم النقدي لبناء عالم أفضل". وسيعرض مهرجان "جنة القمر"، الذي ينظم كذلك، بدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية، ومؤسسات أخرى من الضفتين، ثماني مجموعات إسبانية ومغربية بالرباط. فإلى جانب العروض، سيغادر الفنون الخشبة للقاء الأطفال والشباب في ورشات العروض الأكروباتية، والبهلوان، والآلات الإيقاعية، والفلامينكو، والتنشيط والمسرح في المؤسسات التعليمية والجمعيات ودور الشباب. وأضاف محمد بنحساين، مدير المسرح الوطني محمد الخامس، أنه على مدى أسبوع، ستلتقي العديد من الفنون، من مسرح، وموسيقى، وبهلوان، وسيرك.. بفضل فنانين من الضفتين يبدعون ليمرروا رسائل قيم التعايش والانفتاح، والحوار الثقافي لأجيال المستقبل. وأكد أن المهرجان فرصة استثنائية للجمهور، ليستمتع بألوان ثقافات مرتبطة جدا في ما بينها، لتبرهن مرة أخرى، على أن الإبداع الأدبي، بجميع أشكاله يعبر عن القيم الإنسانية نفسها المتمثلة في التسامح والحب. و"جنة القمر" جسر ثقافي يعمل على البناء المستمر للتاريخ المشترك بين البلدين. وستحتضن مدينة أزمور هذه الأنشطة بالمركب الثقافي البلدي، وبالدارالبيضاء، بالمركب الثقافي سيدي بليوط، وبالمسرح البلدي بالجديدة، وبالمسرح الإسباني بتطوان، وبالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط. ويتضمن برنامج هذه الدورة تقديم رقصات الفلامينكو، للمجموعة الإسبانية كونتراتيمبو، وتحمل عنوان "اللعب مع باكوينكا"، إذ سيكون الجمهور على موعد مع الرقص يوم الاثنين 14 فبراير على السادسة مساء بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، ويوم الأربعاء في الساعة نفسها بالمسرح الإسباني بتطوان. وسيلتقي الجمهور مع الموسيقى، وفن البهلوان والمسابقات، مع فرقة مسرح مالطا الإسبانية، وتحمل هذه العروض اسم "عبثية لكن ليس كثيرا"، بالمسرح الوطني محمد الخامس، يوم الثلاثاء 15 فبراير على السادسة مساء. وللأقنعة والحكايات الشعبية موعد مع الصغار، يوم الأربعاء 16 فبراير على السادسة مساء بالرباط، إذ ستقدم فرقة مسرح "تاغنجا" المغربية "حكاية ميمون". ومن المغرب دائما، ستقدم فرقة "أضواء فن وثقافة"، عرض حول الماء، والحب، والتضامن، يحمل عنوان "الباربا (البنجر) الصغيرة. ومن عالم الاكتشاف، سيكون الأطفال على موعد مع "المغامر الصغير"، لفرقة "ستيل كوم" يوم الخميس 17 فبراير بالمسرح الإسباني، ويوم السبت 19 فبراير بالرباط، في التوقيت نفسه.