تمكن فريق طبي مغربي، أول أمس الاثنين، رفقة فريق طبي أجنبي، ينتمي لجمعية علمية إيطالية، من إجراء عمليتين جراحيتين لقلب مفتوح على رضيعين، يعانيان تشوهات خلقية على مستوى القلب ، في مستشفى الأطفال ابن رشد بالدارالبيضاء. وقال البروفيسور، أبومعروف، مدير مستشفى الأطفال ابن رشد، ل"المغربية"، إن الفريق الطبي نجح، رغم ما تتسم به العمليات الجراحية على قلب مفتوح لدى الأطفال من تعقيدات، في تحقيق نتيجة إيجابية لدى رضيعين، أنثى وذكر، لا يتجاوز سنها سنة، وظفت خلالهما أحدث التقنيات والوسائل اللوجستيكية، التي وفرتها الجمعية العلمية الايطالية. وأكد أبو معروف مجانية العمليات الجراحية، التي استفاد منها الرضيعان المذكوران، مضيفا أنه "سيستفيد منها 8 رضع آخرون، من المصابين بتشوهات خلقية في القلب، وفق برنامج التعاون المتفق عليه مع الجمعية الإيطالية، بينما تصل كلفة كل عملية جراحية على قلب مفتوح إلى 150 ألف درهم". وأشار إلى أن الفريق الطبي الإيطالي يضم جراحين متخصصين في المجال، وأطباء تخدير وإنعاش، إلى جانب فريق للتمريض، مدرب ومؤهل للعمل والتدخل في مثل هذه العمليات المعقدة. وأوضح المسؤول الطبي أن مستشفى الأطفال ابن رشد عقد شراكة مع الجمعية الايطالية المذكورة، لضمان تكوين لفائدة الفريق الطبي والتمريضي العامل في هذا المستشفى، في أفق التحضير لتأسيس وحدة جراحة القلب لفائدة الأطفال، تكون مستقلة بذاتها في المستشفى، لتقدم خدمات لفائدة الوافدين عليها، لتغطية الخصاص الحاصل في المجال، وخفض نسب الوفيات الناتجة عن التشوهات الخلقية في القلب. عملية جراحة قلب مفتوح تعتمد على تقنية تحسين التنفس الاصطناعي، وضمان الدورة الدموية لدى الطفل، الخاضع للتدخل الجراحي، بواسطة أجهزة طبية متخصصة. يشار إلى أن أكثر أمراض القلب المنتشرة لدى الأطفال في المغرب، لها صلة بالتشوهات الخلقية القلبية، وتصيب سنويا 6 آلاف رضيع، بمعدل طفل واحد من بين كل 100 مولود جديد. وتتصدر التشوهات الخلقية في القلب قائمة أنواع العيوب الخلقية لدى الأطفال على الصعيد الوطني، وتعتبر 90 في المائة منها قابلة للشفاء، و10 في المائة حالات خطرة، يمكن أن تتسبب في وفاة الطفل المصاب. ويفيد الأخصائيون أن 80 في المائة من عائلات الأطفال المصابين تنتمي إلى الطبقات المعوزة، ولا تتمتع بأي تغطية صحية أو تأمين صحي، علما أن إجراء مثل هذه العمليات الجراحية يكلف ما بين 30 و40 ألف أورو في أوروبا. يرى الأخصائيون أنه في الإمكان تجنب مسببات الإصابة بأمراض القلب والشرايين، من خلال الكشف المبكر، بزيارة الطبيب بشكل منتظم، وممارسة الرياضة، وتجنب الإفراط في تناول المواد الدسمة أو المالحة.