أكد رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية الكونغو الديمقراطية، إيفاريست بوشاب، أول أمس الثلاثاء، بالرباط، أن المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي لأقاليمه الجنوبية يشكل الحل "الأمثل" لتسوية قضية الصحراء. وجدد المسؤول الكونغولي، في تصريح للصحافة، عقب لقائه مع الوزير الأول، عباس الفاسي، مساندته لمغربية الصحراء وللوحدة الترابية للمملكة، إذ قال إن "موقف المغرب مطابق للقانون ولا يسعنا إلا أن نسانده". وقال بوشاب، من جهة أخرى، إن تمتين العلاقات المغربية الكونغولية في إطار التعاون جنوب-جنوب كان محور محادثاته مع عباس الفاسي. وبحث الجانبان كذلك عدة قضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة تمتين علاقات التعاون في مختلف المجالات. وكان عباس الفاسي استقبل إيفاريست بوشاب، الذي قام بزيارة عمل للمغرب، حيث تناول الطرفان العلاقات الثنائية الجيدة، التي تربط المغرب وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومختلف أوجه التعاون جنوب-جنوب، والدعم الذي تقدمه المملكة للدول الإفريقية في المجالات التنموية. وأضاف البلاغ الصادر عن الوزارة الأولى أن الفاسي استعرض، بالمناسبة، أهم الأوراش والإصلاحات، التي أنجزتها المملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مبرزا مستوى التعاون المتميز بين المغرب والدول الإفريقية، خاصة في مجال التعليم والتكوين، والبنيات الأساسية. كما استعرض الفاسي آخر تطورات قضية الوحدة الترابية للمملكة، مبرزا في هذا السياق تأييد المجتمع الدولي للمبادرة المغربية حول الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية في إطار وحدة المغرب الترابية وسيادته الوطنية. من جهته، أعرب إيفاريست بوشاب عن رغبة جمهورية الكونغو الديمقراطية في تعزيز وتنمية علاقات التعاون مع المملكة في العديد من المجالات. من جانبه، أجرى عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب، أول أمس الثلاثاء، بمقر المجلس، محادثات مع الضيف الكونغولي إيفاريس بوشاب. وذكر بلاغ لمجلس النواب أن الجانبين استعرضا، خلال هذا اللقاء، مختلف أوجه التعاون بين البلدين، وبين المؤسستين التشريعيتين فيهما، وتطرقا إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة في القارة الإفريقية وبمنطقة الساحل. وأشار المصدر ذاته إلى أن عبد الواحد الراضي أكد، في مستهل هذا اللقاء، أن هذه الزيارة ستساهم بشكل كبير في تقوية علاقات الصداقة والتعاون البرلماني من خلال تبادل الزيارات والتجارب بين المؤسستين التشريعيتين، وكذا التنسيق بينهما في المحافل الدولية. وذكر عبد الواحد الراضي بالمراحل التي قطعها المغرب من أجل استرجاع أقاليمه الجنوبية، وبآخر مستجدات قضية الوحدة الترابية للمملكة. كما أطلع عبد الواحد الراضي نظيره الكونغولي على الأوراش الكبرى، التي أطلقها المغرب في السنوات الأخيرة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأشار البلاغ إلى أن رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية الكونغو الديمقراطية جدد، من جانبه، دعم بلاده للوحدة الترابية للمملكة ومساندتها للمقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية. بدوره، أجرى رئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، في اليوم نفسه، مباحثات مع المسؤول الكونغولي، الذي قال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب هذا اللقاء، إنه تناوله مع بيد الله العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة تعزيز العلاقات بين مجلس المستشارين والجمعية الوطنية لجمهورية الكونغو الديمقراطية. وأضاف بوشاب أن مباحثاته مع رئيس مجلس المستشارين تمحورت أيضا حول سبل تمتين العلاقات الجيدة التي تربط المغرب وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وكان رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية الكونغو الديمقراطية اجتمع قبل ذلك مع عدد من المسؤولين المغاربة. من جهته، استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، بالرباط، إيفاريست بوشاب، وأكد أن زيارة المسؤول الكونغولي تأتي لتعزيز علاقات الصداقة والحوار السياسي القائم بين البلدين، مذكرا بالزيارة التاريخية، التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى هذا البلد سنة 2005. وأضاف الوزير أن هذه الزيارة أعطت دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين، مبرزا دعم المملكة للوحدة الترابية لجمهورية الكونغو الديمقراطية. وقال الفاسي الفهري إن بوشاب جدد، خلال هذا اللقاء، دعم شعب جمهورية الكونغو الديمقراطية للوحدة الترابية للمغرب، مشيرا إلى أن هذه المباحثات تناولت، أيضا، السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية. وأشار الفاسي الفهري إلى أنه سيجري، قريبا تنفيذ عدد من البرامج القطاعية بهدف تطوير العلاقات بين البلدين.