قالت فدوى البرغوثي زوجة الأسير الفلسطيني والمسؤول بحركة التحرير الفلسطينية (فتح) إن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية حولوا السجون والمعتقلات إلى مدارس وكليات وجامعات للتربية الوطنية ولإعداد الأطر المناضلة من أجل قضية فلسطين. وأبرزت فدوى البرغوثي، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال المؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني المنعقد بالرباط تحت شعار "تحريرالأسرى الفلسطينيين .. مسؤولية دولية"، أن سياسة القمع الإسرائيلية، التي تحاول كسر إرادة الشعب الفلسطيني في الصمود، لم تنل من عزيمة الأسرى الذين يواصلون كفاحهم من أجل قضية وطنهم. وفي ما يتعلق بالنساء الأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أكدت البرغوثي أن عددهن وصل خلال انتفاضة الأقصى إلى الآلاف ويبلغ عددهن حاليا 35 امرأة أسيرة، مشيرة إلى أنهن يعشن ظروفا قاسية، ويقبعن في سجون انفرادية، ولا تتاح الفرصة لأهلهن بزيارتهن، وأن كل ما يتم معهن ينطبق عليه ما يحدث لكل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأوضحت أن العمل الذي يتم القيام به حاليا، في إطار حملة دولية لإطلاق سراح زوجها مروان البرغوثي، يهدف إلى تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين وأن لا تظل قضيتهم تعني الفلسطينيين فقط. وأشارت، في هذا الصدد، إلى أنها منذ تسع سنوات وهي تقود حملة دولية لإطلاق سراح مروان البرغوثي والأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي، التقت خلالها، في أكثر من خمسين دولة، بفعاليات شعبية وبرلمانيين دوليين ومع ممثلي مؤسسات المجتمع المدني الذين حثتهم على إثارة قضية الأسرى في المحافل الدولية. وبعدما أشادت بتنظيم المؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني بالرباط، أبرزت البرغوثي أن المتوخى من مثل هذا اللقاء الهام هو انتزاع اعتراف دولي ومن هيئة الأممالمتحدة بكون الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية"هم أسرى حرب ومناضلون من أجل حريتهم واستقلال أرضهم، وتنطبق عليهم كل المقتضيات الخاصة بالكفاح والنضال من أجل قضية عادلة". واعتبرت فدوى البرغوثي أن ذلك سيدحض اتهام إسرائيل للأسرى بأنهم إرهابيين لأنها تستهدف تجريم النضال الفلسطيني وجعله عملا غير شرعي وغير قانوني. وفي ما يخص جثامين الأسرى الذين يستشهدون داخل السجون الإسرائيلية، أشارت البرغوثي إلى أن المحكوم عليهم بالمؤبد الذين يستشهدون في السجن تبقى جثامينهم هناك إلى مالا نهاية، معتبرة ذلك يندرج في إطار تطبيق القوانين العنصرية لإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني لضرب معنوياته وتكسير كل بوادر الأمل عنده. وتعد فدوى البرغوثي من بين النساء اللواتي يكافحن من أجل إطلاق سراح أزواجهن ويعملن بجد للتعريف بقضيتهم، حيث تعتبر أنه على مدى مدة احتلال إسرائيل لأراضي 67 دخل نحو مليون إلا ربع فلسطيني السجون الإسرائيلية، وعانت أسرهم وضحت وانتظرت وأثر ذلك على نفسياتهم، "لكن ما يقوي موقفنا هو حب شعبنا الفلسطيني للفلسطينيين ولمروان البرغوثي". وقالت إن وجودهم في قلوب ووجدان كل العرب والمسلمين وأحرار العالم "يقوي من عزيمتنا ويجعلنا نتحدى الظروف القاسية والمقيتة والتنكيل الذي ينتهج في حق مروان البرغوثي الذي قضى حتى الآن تسع سنوات من السجن". وأشارت إلى أن زوجها الأسير حملها رسالة إلى الشعب العربي الكبير في المغرب مفادها أنه "لا العزل الانفرادي ولا التعذيب وما تقوم به إسرائيل لكسر الإرادة لن يهز من عزيمته وسيبقى يناضل ويقاوم من أجل وحدة الشعب الفلسطيني"، وأن "قانون الإنتصار" للشعوب المقهورة هو السبيل للعمل من أجل تحرير الأرض الفلسطينية وحماية القدس التي تستصرخ كل الأمة باعتبار أن إسرائيل تريد تهويدها وطمس معالمها. وجوابا على سؤال حول جعل قضية الأسرى ورقة رابحة في عملية الحل النهائي مع إسرائيل، قالت فدوى البرغوثي إن"اتفاق السلام مع حكومة يمينية بعيد المنال لهذا لا ينبغي ربط هذا الموضوع بالاتفاقيات النهاية، بل ينبغي عدم الذهاب إلى أي مفاوضات دون الإفراج عن الأسرى والمعتقلين" مما يشكل ضغطا أكبر عليها من أجل الإستجابة للمطالب الفلسطينية. يذكر أن هذا المؤتمر يتميز بحضور فعاليات سياسية وحقوقية وإعلامية وفنية فلسطينية وعربية ودولية، إضافة الى بعض أهالي الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وممثلين عن عرب أراضي 48. ويتوخى هذا المؤتمر، ذو المضمون العلمي والأكاديمي والسياسي والحقوقي، معالجة وتجاوز الإشكالات القائمة في مسطرة المتابعة القانونية الجنائية للضباط الإسرائيليين المتورطين في تعذيب الأسرى.