عبر الرئيس الجيبوتي، إسماعيل عمر جيلة، عن تأييده الشخصي، ودعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء، الذي اقترحه المغرب. وأكد الرئيس الجيبوتي، لدى استقباله لكاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، لطيفة أخرباش، أن بلاده ستبقى متضامنة مع المغرب بخصوص هذه القضية الوطنية. كما كلف كاتبة الدولة بتبليغ تحياته الأخوية والحارة وخالص شكره لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للدعم التقني "المفيد جدا"، الذي تقدمه المملكة المغربية لجمهورية جيبوتي، خاصة في القطاعات الحيوية المتعلقة بالفلاحة والصحة. وجرى استقبال أخرباش، التي قامت بزيارة عمل لجيبوتي من 20 إلى 22 يناير الجاري، على رأس وفد متعدد القطاعات، من قبل الوزير الأول الجيبوتي، ديلتا ديلتا، الذي أشاد، بهذه المناسبة، بنوعية التزام المغرب إلى جانب جيبوتي، خاصة في الميادين المرتبطة بالتنمية البشرية. وأجرت، أيضا، مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجيبوتي، محمود علي يوسف، الذي عبر، بدوره، عن ارتياحه التام للدور الذي يلعبه المغرب في مجال تعزيز قدرات جيبوتي، خاصة في ميادين الصحة، والتكوين المهني، والتعليم العالي. وخلال مختلف المباحثات، التي أجرتها، استعرضت أخرباش آخر تطورات القضية الوطنية، كما عبرت عن شكر المغرب لجيبوتي للدعم الذي ما فتئت تقدمه للوحدة الترابية للمملكة ومخطط الحكم الذاتي في الصحراء. وعقدت كاتبة الدولة، خلال مقامها بجيبوتي، جلسات عمل مع وزراء جيبوتي في الصحة، والتربية الوطنية والتعليم العالي، والفلاحة وتربية المواشي والبحار، والتشغيل والإدماج والتكوين، جرى خلالها تحديد أوجه التعاون، خاصة في ميادين التكوين المهني، وتدبير المياه، والفلاحة. وعلى هامش هذه الزيارة، قامت أخرباش بزيارة "مركز الأم-الطفل"، الذي ترأسه سيدة جيبوتي الأولى، والذي يؤوي 350 طفلا يتيما. ورافق أخرباش، خلال هذه الزيارة، وفد مهم يضم المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، يوسف عماني، وممثلي وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، والفلاحة والصيد البحري، والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل. من جهة أخرى، أطلقت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، لطيفة أخرباش، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجيبوتي، محمود علي يوسف، يوم الجمعة الماضي، مشروعا مهما للزراعة المغطاة بمنطقة (دامرجوغ)، بمبادرة وتمويل من المغرب. ومكن هذا المشروع الفلاحي التجريبي، الذي يديره فريق من الخبراء والتقنيين المغاربة، من إنتاج، لأول مرة في تاريخ جيبوتي، فواكه وخضر مختلفة بجودة عالية. وأظهر المشروع، أيضا، أن ارتفاع نسبة ملوحة الأرض بجيبوتي وصلابتها لم يعد يشكل عائقا كبيرا أمام الفلاحة في هذا البلد. وجرى إنجاز هذا المشروع، الذي مولته الوكالة المغربية للتعاون الدولي، في ظرف سنة، على مساحة خمسة هكتارات بمنطقة صحراوية تعرف أرضها ارتفاعا في نسبة الملوحة، بفضل اعتماد مسلسل متطور للري بالتنقيط والري المخصب. وسيمكن تعميم الطرق، التي طورها التعاون المغربي، على المدى البعيد، من تقليص واردات المواد الفلاحية بشكل ملموس، التي يستورد 90 في المائة منها من بلدان المنطقة. وخلال حفل التدشين، أعرب رئيس الدبلوماسية بجيبوتي عن شكره للمغرب من أجل الطابع الرائد لهذا المشروع، ومجهود المواكبة الكبير الذي بذلته المملكة لفائدة جيبوتي في مجالات تنعكس، بشكل مباشر، على رفاه السكان، سيما ميدان الصحة، وتكوين الأطر، والتكوين المهني. من جانبها، جددت كاتبة الدولة تأكيد التزام المملكة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، بمضاعفة مبادرات الدعم والنهوض بالتعاون جنوب-جنوب لفائدة البلدان الإفريقية الشقيقة.