تحدث الدولي المغربي امباراك بوصوفة مهاجم نادي أندرلخت البلجيكي لكرة القدم، عن الوجه الأخر لامبارك بعيدا عن الصورة المرسومة لدى الجماهير عنه كلاعب. وكشف بوصوفة في حوار مع موقع "آخر ساعة" البلجيكي، عن طبيعة العلاقة التي تربطه بأسرته وبالمرأة وبشباب الجالية وتصوره للصداقة وكذا سبب إتقانه للغة الفرنسية، إلى غير ذلك من الجوانب المرتبطة بشخصيته.. في البداية نهنئك على تتويج بالحذاء الذهبي، الجميع يعرفك كلاعب. لكن، كيف تعيش حياتك اليومية بعيدا عن الملاعب؟ - إنني شخص عاد. لا أعقد الحياة ولا حياة الآخرين. يمكن أن أكون شخصا ملحاحا جدا أو عنيدا عندما أريد الوصول إلى شيء ما. لكن، في باقي الأوقات، أفكر في أن أكون لطيفا. أحاول أيضا أن أكون سخيا. عندما يطلب مني قريب شيئا ما، فلا أدخر أي جهد لكي أحققه له. معروف عنك أنك تعمل على إشاعة المرح داخل مستودع الملابس؟ - أحب أيضا أن استمتع خارج كرة القدم، ففي مثل هذه الحالات يمكن أن تراني مزعجا. لكن، في لحظات أخرى يمكن أن أكون هادئا جدا. في الكثير من الأحيان أكون دائم التفكير. يحدث أحيانا أن يتصل بي أحد ولا أرد عليه لأنني أكون منشغل التفكير، وهذا سلوك يقلق أمي. في ما تفكرإذن؟ - في كرة القدم، ثم حياتي. فيما أريد. أتساءل حول ما إذا كان علي أن أنجز بعض الأشياء بطريقة أخرى. يقال إن محيطك يلعب دورا أساسيا في حياتك... - صحيح. أعيش مع أحد أفراد عائلتي. كما أن باقي أفراد أسرتي قريبة دائما مني، كما الحال بالنسبة إلى بعض أصدقائي، الذين تعرفت على غالبيتهم قبل بدء مساري الكروي. وعلى العموم، ليس لدي الكثير من الأصدقاء الحقيقيين. هل لأنه من الصعب العثور عليهم عندما نكون مشاهير؟ - ليس ذلك شرطا. لكن، أفضل بكل بساطة قضاء وقتي مع إخواني أو أولاد عمي أو عمتي، معهم أكون في الحقيقة أمام نفسي. يمكن أن أقول لهم أي شئ. على خلاف الأصدقاء، يمكن أن نمرح، لكن لا يمكن أن نتكلم معهم في أي شئ. كيف هي طبيعة التربية التي تلقيتها؟ -أبي، يقول لي دائما من أجل أن تكون شخصا حسن السلوك، يجب أن تكون صادقا ومستقيما. وهو ما أعمل جاهدا على القيام به كل يوم. لكن، حذار ففي بعض الأحيان يمكن أن أكون قبيحا، إذا وجدت نفسي أمام شخص غير صادق معي. شخص قبيح، كيف ذلك؟ - بل ما أقصده بالكلمة أن أكون قبيحا لفظيا وليس جسديا. إذا حاول شخص ما أن يلحق بي الأذى، يمكن أن أطمئنك أنني لن أدعه يفعل ذلك. هل ما زال والداك يعيشان في الإقامة التي كبرت فيها، أي في الحي الهامشي بأمستردام؟ -نعم، لقد طرحت وفي الكثير من المرات، عليهما سؤالا بخصوص ما إذا كانا يرغبان في الانتقال إلى مكان آخر. اشتريت منزلين بالمغرب، وأريد أيضا منحهما منزلا في مدينة مسقط رأسي. بالنسبة إلي أعتبر ذلك سلوكا طبيعا. لكن، لا يبديان أي حماس، فيقولان إنهما يشعران بالراحة في هذا الحي. وأنا أتفهم موقفهما. الإقامة ليست صغيرة فهما قريبان من كل شئ، في كل الأحوال فهذه حياتهما. لماذا اخترت أن يكون قريبك ممثلا لمصالحك؟ وهو تعامل نادر ما نجده في هذا المجال... -قبل عامين، كان مفروضا علي الدخول في مفاوضات لتمديد عقدي مع أندرلخت. أعرف الفريق والإدارة، لم نكن في حاجة إلى وكيل أعمال. قررت أن أكلف على الفوز قريبي ليقوم بهذا الدور، فكانت خطوة طبيعية. بعد ذلك، اتصل بي العديد من الوكلاء يدعون أن أندية ترغب في الاستفادة من خدماتي. بالنسبة إلى الكثيرين، فما عرضوه علي كان في جزء منه جديا، لكنهم كانوا يرغبون في أن أوقع معهم عقدا. في الوقت الحالي، أفضل أن لا أرتبط مع أي وكيل. لقد تحدثنا كثيرا عن أسرتك، لكن ماذا عن علاقاتك بالمرأة؟ - عندما تكون في مقتبل العمر تكون مزهوا بنفسك، وعندما تشعر بأنك على استعداد لبناء أسرة، فإنك تبحث عن شخص جدي.. هل أنت مستعد لعلاقة مستقرة؟ -أفكر في الأمر وأرى. في جميع الحالات أنا صريح جدا مع الفتيات. لا أكذب عليهن. إذا كنت أرغب في أن أقضي وقتا مريحا مع إحداهن فأنا أحيطها علما بذلك. لن أخرج معها بوعد أننا سندخل في علاقة طويلة. سأشرح لها أنني دائم السفر، وأنني لا أبحث عن شئ جدي. يمكن أن نمرح، لكن يجب أن تكون الأمور واضحة. هل النساء اللواتي تقابلهن صريحات أيضا معك؟ - البعض منهن يتصرفن بهذا السلوك على خلاف أخريات. لكن، أعرف بسرعة اللواتي يلهثون ورائي لأنني لاعب كرة القدم. ما سر إتقانك للغة الفرنسية؟ -أولا، هنا ببروكسيل، ميمي تشيت كان أستاذي الأول. ودانيال رينديرز المدرب المساعد، كان كثيرا ما يصحح أخطائي، حتى خلال الحصص التدريبية. قريبي، الذي أتى من باريس ساعدني كذلك. كما أنني كنت اقترب من اللاعبين الذين يأتون من فرنسا، دون أن ننسى الفتيات فقد كان لهن دور في تحسين لغتي... إنه من الأهمية بمكان بالنسبة إلي تعلم الفرنسية، ليس فقط للتحدث مع الصحافة بل أيضا مع الناس في الشارع. إنك تعتبر بمثابة نموذج بالنسبة إلى الجالية؟ - لست الوحيد، فروميلو يجسد بلجيكاالجديدة، بلد متعددة الثقافات، إنه لمهم جدا أن يكون بمقدور الشباب من أصول أجنبية التشبه بأحد ما. فالكثير من الصبيان يقولون دون شك: ذات يوم أريد الحصول على الحذاء الذهبي، فجميل أن يصبح لديهم الحق في الحلم. إذا كان نجاحنا سيدفع نحو الأحسن، سنكون حقيقة ربحنا شيئا ما