أكد مدير مركز الدراسات الديبلوماسية والاستراتيجية بدكار، بابكار ديالو، أن مشروع الحكم الذاتي، المقترح من طرف المغرب، يعد خطوة "جادة" نحو إيجاد تسوية نهائية لقضية الصحراء، كما يندرج في إطار رؤية شاملة لتنمية المغرب. وأوضح ديالو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش ندوة حول الحكم الذاتي، نظمت أول أمس السبت، بدكار، من طرف المجلس الوطني لمغاربة السينغال، أن مشروع الحكم الذاتي يعد "خطوة جادة لا تدخل في خانة المبادرات السياسوية، على اعتبار أنها تندرج في إطار الرؤية الشاملة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية لتنمية البلاد". وأضاف أنه يتعين مشاطرة هذه المبادرة "الجيدة" مع المجتمع الدولي، سيما الدول الإفريقية، قائلا في هذا الصدد، "إنه مثال جيد بالنسبة للدول الإفريقية، بما في ذلك الدول القريبة جغرافيا من المغرب". وأوضح ديالو أن الحكم الذاتي، الذي سيكون مصحوبا بورش الجهوية الموسعة، "سيكون ذا أثر مهم على التنمية في المغرب"، على اعتبار أنه يقدم نموذجا متقدما للتدبير الترابي، الذي يقتضي مشاركة واسعة للمواطنين، في تسيير شؤونهم المحلية. كما دعا إلى انخراط أكبر للمجتمع المدني الإفريقي، في الدفاع عن مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، من أجل تحسيس قادة القارة الإفريقية، بشكل أفضل، حول أهمية هذا الخيار الشجاع، المتخذ من طرف المغرب. وكان ديالو ساهم، بإسهاب، في نقاشات اللجنة الرابعة للأمم المتحدة حول الصحراء، من خلال تقديمه لأدلة مفصلة، حول مختلف تأثيرات هذا النزاع المفتعل على الاندماج الفعلي للقارة الإفريقية. وأكد، في لقاء جمعه، أخيرا، مع كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، لطيفة أخرباش، أن مشروع الحكم الذاتي يعتبر مقترحا "واعدا" يشكل السبيل الوحيد لتسوية قضية الصحراء بكيفية نهائية، مشيرا إلى أن "الأمر يتعلق بأسلوب جديد في مجال الحكامة المحلية". وباعتباره مؤسسة دولية ذات بعد أكاديمي، يعد المجلس الوطني لمغاربة السينغال، عضوا بمؤسسة "أكاديميك كاونسل أون ذي يونايتد نيشنس سيستيم"، وشبكة "أكاديميا"، التابعة لمنظمة الأممالمتحدة، حيث يحظى المجلس بدور استشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي، التابع للأمم المتحدة. يشار إلى أن هذه الندوة، التي نظمها المجلس الوطني لمغاربة السينغال، بتعاون مع شبكة الصحراويين بإفريقيا من أجل دعم مقترح الحكم الذاتي، والشبكة الإفريقية من أجل الدفاع عن مشروع الحكم الذاتي في الصحراء، تهدف إلى إطلاع المجتمع المدني الإفريقي على المقترح المغربي، الذي ينم عن رؤية شجاعة، تترجم إرادة المملكة للتوصل إلى تسوية نهائية لهذا النزاع، الذي عمر طويلا، والذي يعيق مسلسل الاندماج والتنمية، بالمنطقة المغاربية.