شرعت الجمعية المغربية لمناهضة العنف ضد النساء في تطبيق أول برنامج أسري، يطمح إلى وقف ارتكاب أفعال العنف ضد النساء، عبر الاشتغال مع الرجال مرتكبي العنف، لإشراكهم في مناهضة العنف، وحثهم على التفكير في آليات تطبيق ذلك، لإحلال السلام بين أفراد الأسرة وبين أطراف العلاقة الزوجية. ويعد البرنامج، حسب الجمعية، الأول من نوعه في المغرب والعالم العربي، ويرتكز على المقاربة التواصلية، باعتماد تقنيات حديثة في الحوار والتواصل، والاستماع إلى الزوج المعنف والزوجة المعنفة، خلال حضورهما حصصا تكوينية، ينشطها مكونون واختصاصيون في المجال، في دورات تبرمج مرة في الأسبوع. ويهدف البرنامج إلى مواكبة الرجال على المستوى النفسي والاجتماعي، والعمل معهم في إطار "مجموعات نقاش" أو "مواكبة فردية"، لتجاوز العنف، والوصول إلى امتلاك قدرة التواصل داخل العلاقة الزوجية. ويطلق على البرنامج اسم "مواكبة الرجال في محاولة لكسر العنف الزوجي القائم على النوع الاجتماعي"، ويستفيد منه، حاليا، 8 رجال، استطاع واحد منهم التوصل إلى طريقة لفض خلافاته الزوجية ووقف تعنيف زوجته، ما أعاد الود إلى علاقتهما، حسب الجمعية. وقالت خديجة الرباح، مديرة الجمعية المغربية لمناهضة العنف ضد النساء، ل"المغربية"، إن البرنامج يمنح فرصة جديدة للرجال المعنفين، للدخول في برنامج إصلاح السلوك، عبر التحكم في حالتهم النفسية وانفعالاتهم وتوتراتهم، التي تودي بهم إلى ارتكاب العنف. وأوضحت الرباح أن البرنامج لا يعتمد على مقاربة علاجية بمفهومها الطبي، لكن باعتماد أساليب تصحيح السلوك، دون اللجوء إلى مسطرة القضاء، كما يحدث في كندا، إذ يمنح القضاء الكندي فرصة للزوج المعنف لإصلاح سلوكه، عبر الخضوع لحصص تكوينية، لمدة بين 6 أشهر وسنة، تحت التهديد بإخضاعه لعقاب قانوني، في حالة العود. وأعلن عن إطلاق العمل ببرنامج مواكبة الرجال المعنفين، خلال لقاء نظمته الجمعية المغربية لمناهضة العنف ضد النساء، أول أمس السبت، في الدارالبيضاء. وقالت نجية الزراري، عضوة مكتب الجمعية، إن "المقاربة المعتمدة في هذه التجربة، الأولى من نوعها في المغرب، تنبني على النوع الاجتماعي والمقاربة الشمولية، بعيدا عن تقديم تبريرات أو تفسيرات موضوعية أو نفسية أو اجتماعية لسلوكات المعنف". وذكرت أن الاشتغال مع الرجال "مرتكبي العنف" وسيلة لتعزيز المعرفة والمهارات اللازمة والميسرة لإشراك الرجال في مناهضة العنف. يشار إلى أن الجمعية المذكورة شرعت في تقديم خدمة الوساطة الزوجية، المبنية على النوع الاجتماعي، منذ سنة 2008، تنفذها مختصات في الميدان.