قال وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، إنه سلم نظيره المغربي، الطيب الفاسي الفهري، أمس الأربعاء، بالرباط، رسالة خطية إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس من الرئيس المصري حسني مبارك. وأوضح الطيب الفاسي الفهري، خلال ندوة صحفية مشتركة مع أحمد أبو الغيط، أمس بالرباط، أن هذه الرسالة تندرج في إطار الأخوة وتقاسم الرؤى والتفاهم والتضامن المطلق بين البلدين. وأضاف أنها تندرج، أيضا، في إطار الرغبة الأكيدة والمتبادلة لتقوية العلاقات الثنائية في كافة المجالات، وكذا تعزيز آليات التشاور والتنسيق والحوار السياسي والاستراتيجي بين مصر والمغرب. وفي هذا الصدد، أبرم المغرب ومصر مذكرة تفاهم، تقضي بإقامة آلية للحوار والتشاور السياسي والاستراتيجي بين البلدين، لاستكشاف مجالات جديدة للتنسيق بينهما، وقعها كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، ونظيره المصري، أحمد أبو الغيط. وأوضح الفاسي الفهري، الذي جدد تقديم تعازي الحكومة والشعب المغربي للحكومة المصرية، بعد الهجوم الإرهابي، الذي تعرضت له كنيسة قبطية بمدينة الإسكندرية، ليلة رأس السنة الميلادية، أن "الأقباط المصريين جزء لا يتجزأ من المجتمع والحضارة المصرية العريقة"، مشيرا إلى أن "الحرية الكاملة تتحقق بالعمل بجهد كبير لمحاربة الإرهاب والتطرف". من جهته، قال أحمد أبو الغيط إن "عبارات التعازي موقف نبيل من المغرب"، وأضاف "كنتم دائما معنا، ونحن دائما معكم" لتعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والمالي والسياسي والاستراتيجي، معلنا أن مصر تجدد تأييدها لمبادرة المغرب بشأن الحكم ذاتي للأقاليم الجنوبية. وقال "نؤيد هذه المبادرة، التي يجب إعطاؤها الفرصة الكافية، عبر التفاوض بشأنها". وردا على بابا الفاتيكان، الذي طالب بحماية دولية للكنائس القبطية في مصر، قال أبو الغيط إن "الكنائس المصرية أقدم من الفاتيكان، وتوجد في مصر الآلاف من الكنائس وكلها تمارس فيها الشعائر بحرية مطلقة، والتفجير لا يقتصر على الإسكندرية دون باقي مدن العالم"، معتبرا أن الحماية يجب أن تتوفر للمساجد والكنائس، وكل دور العبادة في مختلف بقاع العالم. وأضاف أن "الكنيسة المصرية مستقلة، وترفض أي حديث عن حمايتها من خارج مصر"، وأن "مطلب الحماية خاطئ ومرفوض، وسيقاوم من طرف أقباط مصر". وفي مذكرة تفاهم، وقعها وزيرا خارجية البلدين، حصلت "المغربية" على نسخة منها، اتفق المغرب ومصر على إقامة آلية للحوار والتشاور السياسي والاستراتيجي، من أجل استكشاف مجالات جديدة للتنسيق بين البلدين. ويهدف البلدان إلى "وضع آلية لاستكشاف مجالات جديدة للتنسيق، وتوسيع آفاقها، لطرح مبادرة مناسبة لمعالجة القضايا الإقليمية والدولية، تكون منتظمة ومفتوحة على كل المواضيع، كما ستمكن من التعاطي الفعال مع الأحداث وتفاعلاتها". وكان أبو الغيط، وزير خارجية مصر، حل أول أمس الثلاثاء بالرباط، في زيارة للمغرب، استغرقت يومين.