يسعى مسؤولون عسكريون أميركيون كبار في أفغانستان إلى زيادة التدخل البري للقوات الخاصة عبر الحدود إلى داخل المناطق القبلية الباكستانية، إلا أنهم يلقون ممانعة من مسؤولين في إدارة أوباما، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز. غير أن قيادة قوات الحلف الأطلسي، كما إسلام أباد، سارعتا إلى نفي الخبر. وقالت "نيويورك تايمز" على موقعها الالكتروني، نقلا عن مصادر رفيعة المستوى، إن هؤلاء المسؤولين يقترحون تصعيد العمليات العسكرية في باكستان بعد نفاد صبر الولاياتالمتحدة من ضآلة جهود باكستان للقضاء على معاقل المتمردين في تلك المناطق. ويقتصر تدخل القوات الأميركية في باكستان حتى الآن على عمليات سرية محدودة وغارات تشنها طائرات دون طيار. إلا أن متحدثا باسم القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة للحلف الأطلسي قال إن أي إيحاء بالتخطيط لعمليات برية في باكستان "عار عن الصحة". وصرح مساعد الأميرال، غريغوري سميث، المسؤول أن "القوات الأميركية وقوات إيساف طورت مع شركائها الأفغان علاقة عمل قوية مع العسكريين الباكستانيين لمواجهة القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك". وأضاف أن "هذا التعاون يعترف بسيادة أفغانستانوباكستان وحريتها في ملاحقة متمردين وإرهابيين في مناطقها الحدودية". وتثير هذه العمليات استنكار الحكومة الباكستانية ولو أن البرقيات الدبلوماسية الأميركية، التي سربها موقع ويكيليكس، أخيرا أشارت إلى أن المسؤولين السياسيين والعسكريين في إسلام أباد يوافقون ضمنيا على هذه الضربات. ومع أن الولاياتالمتحدة لا تؤكد وقوفها وراء الغارات التي تنفذها طائرات دون طيار إلا أنها القوة العسكرية الوحيدة التي تمتلك هذا النوع من السلاح في المنطقة. وفي الوقت الذي تبدو الولاياتالمتحدة متحمسة لبدء سحب قواتها من أفغانستان بحلول يوليوز المقبل، يشدد مسؤولون عسكريون وسياسيون على أهمية مثل هذه العمليات عبر الحدود. وقال قادة عسكريون للصحيفة إن خطة العمليات الخاصة، التي لم تجر المصادقة عليها بعد، يمكن أن تساعدهم في الحصول على معلومات في غاية الأهمية في حال اعتقال ناشطين ونقلهم عبر الحدود إلى أفغانستان ليجري استجوابهم. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنهم يفضلون القبض على القادة العسكريين لحركة طالبان أو تنظيم حقاني وليس قتلهم، للحصول منهم على معلومات حول أي مخططات مستقبلية. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى طلب من الصحيفة عدم الكشف عن اسمه "نحن اليوم اقرب من أي وقت مضى للحصول على الموافقة لعبور الحدود". وردا على المقال، أعلن سفير باكستان في واشنطن حسين حقاني أن بلاده "قادرة على التعامل مع تهديد الناشطين" وأنه "لم يسمح لأي جنود أجانب بالدخول أو بالقيام بأي عمليات على أراضينا". وكان رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال، مايك مولن، أجرى، الأسبوع الماضي، محادثات في باكستانوأفغانستان. وأضاف حقاني أنه "لم يجر التفاوض خلال رحلته في اي موضوع يمكن ان يوحي بتصعيد أو بتدخل أحادي الجانب من قبل قوات الحلف الأطلسي خارج التفويض، الذي تنتشر بموجبه في أفغانستان". وتقول باكستان إن 2421 جنديا وعسكريا قتلوا وأصيب 7195 بجروح، خلال معارك مع ناشطين إسلاميين، منذ عام 2002 وحتى أبريل من العام الحالي. وأشار مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، خلال مقابلة مع نيويورك تايمز، إلى أنه لا يؤيد القيام بعمليات عبر الحدود لأنها تأتي ب"نتائج عكسية" إذا لم تستهدف قادة في تنظيم القاعدة.