قرر المتضررون من الزلزال، الذي كان ضرب مناطق بإقليم الحسيمة سنة 2004، تصعيد الاحتجاج بتنظيم وقفات ومسيرات ضد "تعثر إعادة الإعمار". جانب من احتجاج المتضررين من زلزال الحسيمة (خاص) وقالت مصادر جمعوية إن التصعيد بدأ يوم الخميس الماضي، بعد توقيف أشغال البناء في 756 منزلا، وسيتواصل، يومي 16 و18 دجنبر الجاري، بمسيرة واحتجاج في اتجاه مقر ولاية الحسيمة. وقال معتصم الغلبزوري، رئيس جمعية تماسينت لمتابعة آثار الزلزال، ل"المغربية"، إن "أشغال البناء توقفت منذ حوالي شهر ونصف الشهر، لعدم أداء أجور العمال"، مضيفا أن الجهات المسؤولة عن تنفيذ الأشغال لم تعر أي اهتمام للموضوع، فيما كان المتضررون ينتظرون تدخل السلطات المحلية، لوضع حد لمعاناتهم. وذكر الغلبزوري أن عدد المشاركين في مسيرة، نظمت يوم الخميس الماضي، ناهز مائة شخص، وأن نسبة أشغال إعادة بناء المنازل تتراوح بين 50 و90 في المائة، فيما أشار إلى أن المتضررين سئموا سنوات الانتظار، في أكواخ ومنازل، جدرانها مهددة بالسقوط. وأكد الغلبزوري أنه جرى تسطير برنامج طيلة الشهر الجاري، احتجاجا على "غياب الحوار، والتماطل في تنفيذ الوعود، التي قدمت للمتضررين". ودعت جمعية تماسينت لمتابعة آثار زلزال الحسيمة، في نداء لها، إلى المشاركة في برنامجها الاحتجاجي، ضد "استمرار المسؤولين عن عملية إعادة الإعمار في التنصل من تنفيذ الوعود المقدمة والاتفاقات المبرمة مع الجمعية، ولامبالاة بعض المسؤولين بالاحتجاجات الدائمة، التي ينظمها متضررو زلزال الحسيمة". وذكرت الجمعية، في النداء نفسه، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه، أنها "في ظل عدم المبالاة بما تقاسيه مئات الأسر، من أطفال وشيوخ ونساء، جراء التشرد الطويل، وقساوة الظروف المناخية، تدعو إلى تصعيد الاحتجاج، من أجل التعبير عن الغضب ضد التهميش، يومي 16 و18 دجنبر الجاري". وكانت الجمعية نظمت، في بداية الشهر الجاري، وقفة احتجاج أمام مقر جماعة إمرابطن بتماسينت، ردد خلالها حوالي 400 مشارك شعارات تذكر المسؤولين بالوعود الممنوحة، وبمواصلة معركة المنكوبين. وتأتي هذه الوقفة، حسب عبد المالك المالكي، عضو جمعية تماسينت، احتجاجا على توقف المكلفين بأشغال البناء عن العمل، بحجة "عدم توفير مواد البناء وشاحنات لنقلها إلى دواوير الجماعة، حيث توجد مآوي المنكوبين، من أكواخ مبنية بالقصب والطين، بعد الزلزال، إلى يومنا هذا". وتحدث المالكي عن عدم توفير الأبواب والنوافذ والزجاج للمنازل شبه المكتملة المتبقية (أكثر من 200 منزل)، وعدم استكمال بناء وتبليط وتقسيم غرف أكثر من 80 منزلا، 9 منها لم يبدأ العمل فيها، في دوار إكلتومن، واستمرار غياب تلاميذ التكوين المهني، المكلفين بتركيب الأبواب والنوافذ.