انتفض ضحايا زلزال الحسيمة في مسيرة احتجاجية، السبت الماضي، في اتجاه مقر جهة تازةالحسيمة تاونات، لتذمرهم وغضبهم، بعد انتظار دام حوالي ست سنواتجانب من احتجاج سكان تماسينت (خاص) وذلك ضد ما اعتبروه عدم التزام الجهات المسؤولة بتنفيذ الوعود، الرامية إلى مساعدتهم على استكمال أشغال إعادة بناء منازلهم. فيما علمت "المغربية" أنه سيجري، غدا الثلاثاء، لقاء مع والي الجهة، لدراسة مشاكل الأسر المتضررة. وكشفت مصادر محلية عن معاناة 756 أسرة سقطت منازلها، خلال زلزال 2004، ومازالت تعيش الشتات، بعد مرور حوالي 2000 يوم من تاريخ الكارثة، في انتظار التفاتة إلى المشاكل، التي يواجهونها في حياتهم اليومية، بسبب العيش في خيم لا تقي قساوة البرد في فصل الشتاء، وحرارة الشمس في فصل الصيف. أفادت مصادر "المغربية" أنه سيجري، غدا الثلاثاء، بمقر عمالة الحسيمة دراسة الملف المطلبي لضحايا زلزال 2004، الذين يواصلون العيش في خيام، في انتظار استكمال أشغال منازلهم. وأوضح معتصم الغلبزوري، رئيس جمعية تماسينت لمتابعة آثار الزلزال بالحسيمة، في تصريح ل"المغربية"، أن 44 منزلا من أصل 756 منزلا لم يعد بناؤه بعد، فيما لايزال 712 منزلا في انتظار استكمال أشغال، وتعيش الأسر المتضررة، في خيم لا تحميهم من البرد في فصل الشتاء، كما لا تقيهم حرارة الشمس في الصيف، مشيرا إلى وجود احتقان وغضب بين المتضررين، بسبب إهمال الوضعية، التي يعانونها منذ حوالي ست سنوات. في انتظار مواد البناء وإذا كانت أغلبية الأسر تطالب بتنفيذ الوعود، التي جرى تقديمها لاستكمال بناء منازلها، 44 منها تنتظر توفير المساعدات الكفيلة لبناء الدو، التي أتت عليها الهزات الأرضية في سنة 2004، خاصة بدواوير أيت موحند أويحيا وإصريحن وثغانينت، التي توقفت عند بناء ما يعرف ب "الساس" والجدار الخارجي، فيما تعيش أسر بدوار إكلتومن قرب بقايا منازلها المهدمة، في انتظار مدها بمواد لبداية أشغال البناء، حسب الغلبزوري. وذكر المصدر نفسه أن ضحايا الزلزال بالحسيمة خاضوا وقفات احتجاجية عدة، بعد تعثر أشغال بناء منازلهم سنة 2005، بسبب عدم التزود بمواد البناء أحيانا، وعدم أداء مستحقات المقاولين أحيانا أخرى، مشيرا إلى أن المتضررين قرروا تصعيد الاحتجاج، بخوض وقفات ومسيرات غاضبة في اتجاه مقر عمالة الحسيمة، لإثارة انتباه المسؤولين إلى الوضعية، التي يعيشونها. واعتبر الإضراب الذي شل حركة النقل بتماسينت، والعمل بعدد من المرافق بالمنطقة، والمسيرة التي خاضها المتضررون، السبت الماضي، بداية لتصعيد الاحتجاج ضد ما وصفه المصدر نفسه بإهمال مشاكل المتضررين، وما اعتبره نسيان هذه الشريحة من المجتمع. كما أفاد أن المتضررون سئموا الانتظار، الذي امتد منذ آخر لقاء مع والي الجهة، في ماي الماضي، وقرروا الاحتجاج للتأكيد على ضرورة الحسم في ملفهم، خلال السنة الجارية. كما أشار إلى أن قرار الاعتصام، الذي يعتزم المتضررون خوضه في 5 فبراير المقبل، في حالة عدم الوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف. وذكر مسؤول بعمالة الحسيمة، في اتصال ل"المغربية"، أن لقاءات عدة عقدت مع الفعاليات المدنية الممثلة للمتضررين من زلزال الحسيمة، لدارسة الوسائل الكفيلة بحل المشاكل التي يواجهونها، دون تقديم أي توضيح حول أسباب تعثر أشغال البناء، وما يمكن أن يجري اقتراحه، خلال اللقاء مع والي الجهة، المقرر عقده، غدا لوضع حد لمعاناة أسر تماسينت. تصعيد الاحتجاج وأكدت مصادر محلية أن تصعيد الاحتجاج يرمي إلى مطالبة المسؤولين عن الجهة بتوفير مساعدات لاستكمال بناء منازلهم، التي مازال معظمها في حاجة للتبليط، ونوافذ وأبواب، ومواد أخرى خاصة بأشغال البناء، ناهيك عن 44 أسرة في دواوير آيت موحند أويحيا وإصريحن وثغانينت وإكلتومن توقفت الأشغال فيها في مستوى الأساس والجدار الخارجي، أما الدوار الأخير (إكلتومن)، فلم يجر البدء فيه بعد. وجرى الحديث عن تصعيد الاحتجاج في الوقفة، التي نظمتها جمعية تماسينت، يوم 16 يناير الجاري، لمطالبة المسؤولين بالتنفيذ الفوري لكل الاتفاقات والالتزامات الموقعة مع الجمعية، واستكمال الأشغال.