كشفت ثورية مجاهد، محامية بهيأة فاس، عن ارتفاع زواج القاصرات بالبوادي المغربية، واستحالة تسجيل أبنائهن بكناش الحالة المدنية، ما يرفع ملفات ثبوت الزوجية، لتمكين الأبناء من التطبيب والتمدرس حفل زفاف جرى دون توثيق الزواج وأوضحت في إشارة إلى ملف قاصر تزوجت من مهاجر مغربي بضواحي غفساي، ووضعت مولودها، بالمستشفى الحسني بالناظور، في غياب عقد الزواج، إلى أن الفقر، والجهل، من أسباب انتشار الظاهرة خاصة بالأوساط، التي تنعدم فيها سبل العيش. قالت ثورية مجاهد ل"المغربية" إن بعض الأسر تتهم مدونة الأسرة بانتشار زواج القاصرات، بتعدد شروط ووثائق توثيق الزواج، بغية إتمام حفلات الخطبة، التي تجري بين القاصرين بعدد من البوادي، فيما ترى أن الأمية والفقر وراء ارتفاع الظاهرة، لأن بعض الأسر تتوخى تزويج الفتيات تهربا من تحمل مسؤوليتهن، وإنقاذا لمعاناتهن بوسط يعاني توفير القوت اليومي. أدى جهل أحد المهاجرين المغاربة بمساطير وإجراءات تعدد الزوجية إلى وضع مولود خارج عقد الزواج، حسب ثورية مجاهد، وترى أن بعض الضمائر، التي وصفتها بالخبيثة، كانت وراء النية، التي تحدثت عنها الضحية، بوضع المولود، من الزوجة القاصر وهي الثانية باسم الزوجة الأولى، التي تعيش بفرنسا، مشيرة إلى استحالة إجراء هذه العملية، التي يمكن أن تحقق فقط في إطار خرق القانون. كما أن موضوع هذه الفتاة سيعرض على أنظار المحكمة بفاس يوم فاتح دجنبر المقبل، بعدما تقدم 6 شهود، في جلسات سابقة بتصريحات حول حضورهم حفل زفاف الضحية بالمهاجر المغربي. صوفيا (اسم مستعار) حالة من حالات زواج القاصرات بالمغرب، من مواليد 1991، كانت تعيش مع والديها بمدينة الناظور، تزوجت في ربيعها السابع عشر، بعدما وقعت ضحية إغراءات بالسفر إلى الخارج، والحصول على شهادة الباكلوريا بالمدارس الفرنسية، من مهاجر مغربي متزوج بفرنسا. واجهت صوفيا هذه الإغراءات بالرفض، حسب قولها، غير أن فقر الأسرة وجهل والديها كانا وراء محاولات إقناعها، إذ جرت مراسم حفل الزفاف من المهاجر المغربي، وواجه هذا الأخير عراقيل تحضير وثائق لتعدد الزواج. وضعت صوفيا مولودا، منذ 15 يوم، بعد زواج دون عقد، فيما يجهل والده حاليا بأنه أصبح أبا، بعدما عانى منذ سنوات العيش بفرنسا إلى جانب زوجة تعاني مشاكل العقم، حسب صوفيا. وحاول الزوج، تضيف صوفيا، طمأنة زوجته الأولى بتسجيل المولد، بعد وضعه، باسمها، وتهجيره إلى فرنسا، غير أن صرامة المساطر والقوانين حالت دون ذالك، إذ تنتظر صوفيا، أن ينظر القضاء بمحكمة، في ملف تبوث الزوجية، لتسجل مولودها بكناش الحالة المدنية ويحمل اسم والده. وأوضحت صوفيا في دردشتها مع "المغربية" إنها كانت تدرس بالسنة الأولى بكالوريا، وتحلم أن تنال شهادة عليا، تمكنها من الحصول على منصب شغل، ينقذ أسرتها من الفقر، غير أن مشروع زواجها قلب حياتها رأسا على عقب، إذ تخلت عن وزرتها المدرسية، وارتدت "تزارة" المطبخ، لتمر بتجارب وصفتها بالصعبة، لأن أسرة الزوج تعيش بدوار "خارج التغطية"، حسب وصفها، لأنها كانت تضطر إلى الصعود إلى شجرة بجانب المنزل، لتتلقى مكالمات هاتفية من والديها، الذين كانا يحاولان تقصي أخبار عيشها بأسرة زوجها. وسبق أن قالت فاطمة (اسم مستعار) والدة صوفيا، إن ابنتها تنتظر مولودا غير شرعي، بعد ارتباطها بمهاجر مغربي، تقدم لخطبتها، وأقام حفل عرس، حضره الجيران، فيما اختفى بعدما تعذر عليه تحضير وثائق طلب تعدد الزوجية.