مع حلول عيد الأضحى، تنتشر عدة مهن موسمية تتعلق بالأضحية، كنقل الأكباش وشواء الرؤوس. يبدأ بعض الشباب في مزاولة هذه المهن أسبوعا قبل العيد، إذ بمجرد أن تطأ قدماك سوقا للأغنام، حتى يثير انتباها وهم يحملون أكباشا على ظهورهم، أو في العربات المجرورة. رشيد (17 سنة)، تلميذ يتابع دراسته في قسم الباكلوريا، قال، ل"المغربية"، إنه ينتظر مثل هذه المناسبات بفارغ الصبر، لاستغلالها من أجل تغطية بعض احتياجاته المادية رغم دخلها الضئيل. ويضيف، بنبرة لا تبعث على الرضى، أنه ينتظر طويلا الزبون حتى يقتني كبشه، فيقوم بحمله إلى بيته، مقابل ثمن يختلف حسب المسافات الممتدة بين السوق ومقر سكنى الزبون، لا يتجاوز في أحسن الحالات 10 دراهم. وأوضح رشيد أنه، في السنتين الأخيرتين، لاحظ أن هذه المهنة الموسمية تراجعت بشكل كبير، مشيرا إلى أن أغلب الزبائن، عندما يقتنون الأضاحي، يتركونها عند بائعها إلى حين اقتراب عيد الأضحى، يحملونها في سيارتهم الخاصة. كما أكد أن انتشار الدراجات الصينية المعروفة ب "الدوكير" قلل من تعامل الزبناء مع "الحمّالة" التقليديين. بعد الانتهاء من ذبح الأضاحي، يقيم مجموعة من الشباب أفرانا عشوائية لمزاولة مهنة شواء الرؤوس، بحيث يجتمعون على شكل مجموعات للتعاون في ما بينهم. يقول عبد الكريم (22 سنة)، طالب، إن مهنة شواء الرؤوس مدتها قصيرة، لا تتجاوز بضعة دقائق، إلا أنه يحاول أن يستغلها لتوفير بعض الدراهم لقضاء احتياجاته الخاصة. مضيفا أن هذه المهنة صعبة تتطلب صبرا كبيرا، واستحمال رائحة الدخان، وحرارة نار الشواء، بالإضافة إلى جمع الحطب والأخشاب، علما أن شواء الرأس الواحد لا يتعدى عشرين درهما. لكن مجموعة من السكان من حي التشارك، بالدارالبيضاء، اشتكوا، في تصريحات متفرقة، ل"المغربية"، من الأدخنة والأوساخ الناجمة عن شواء الرؤوس بطريقة عشوائية وسط أزقة آهلة بالسكان، وما يشكل ذلك من تهديد للبيئة وللأطفال، الذين قد تصيبهم شظايا النيران المتطايرة خلال عملية الشواء.