كشفت مصادر جمعوية أن أزيد من 15 ألف أم عازبة يبحثن عن الرعاية في مدينة الدارالبيضاء، وتوقعت أن العدد قد يفوق هذا الرقم بكثير، إذا أخذت بعين الاعتبار الولادات بالمراكز الصحية العمومية والمصحات الخاصة، وفي البيوت بالطرق التقليدية. أم عازبة تحمل رضيعتها (خاص) وأفادت المصادر نفسها، في توضيح ل"المغربية"، أن أربعة مراكز للولادة بالعاصمة الاقتصادية استقبلت حوالي 8 آلاف أم عازبة، السنة الماضية، فيما وضعت باقي الأمهات العازبات مواليدهن في ستة مراكز أخرى بالمدينة. وتوقعت المصادر أن يتجاوز العدد 15 أما عازبة، هذه السنة، بالمدينة، مشيرة إلى صعوبة إجراء إحصاءات دقيقة حول الظاهرة، لأنه، إضافة إلى عشرة مراكز تابعة لولاية الدارالبيضاء، تضع العديد من الأمهات مواليدهن في البيوت، عن طريق الولادة التقليدية، أو خارج المدينة، ليعدن بعد ذلك إلى المدينة، بحثا عن منصب شغل. وفي حديث مع "المغربية" حول إحصائيات تحدثت عن وجود حوالي 5 آلاف أم عازبة بالعاصمة الاقتصادية، سنة 2005، قالت سعاد الطوسي، مساعدة اجتماعية بجمعية إنصاف بالدارالبيضاء، إن "هذا العدد تضاعف ثلاث مرات"، موضحة أن المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد يستقبل، بمفرده، حوالي 3 آلاف أم عازبة سنويا، فيما يجري استقبال العدد المتبقي من طرف مراكز مولاي يوسف، والسقاط، وسيدي عثمان، ومحمد الخامس، والمنصور، وسيدي معروف، ودار بوعزة، والملازم محمد بوافي، ومستشفى الحي الحسني. وأضافت أن جمعية إنصاف، التي تعمل إلى جانب عدد من الجمعيات في مرافقة واستقبال الأمهات العازبات، رافقت، هذه السنة، ألفا و273 أما عازبة، استفدن من الدعم الاجتماعي والنفسي والإداري والقانوني. وأشارت جمعية إنصاف، في تقرير توصلت "المغربية" بنسخة منه، إلى أنها استقبلت ألف أم عازبة، بينهن 453 عاملة وخادمة بيت، و17 تلميذة. وذكر التقرير نفسه أن 296 أما عازبة يعانين الأمية، فيما تتوفر 185على مستوى التعليم الإعدادي، و22 على مستوى جامعي. وتدل هذه الأرقام، حسب التقرير، على أن ظاهرة الأمهات العازبات لا تعزى، فقط، للأمية، بل، أيضا، لغياب تربية جنسية داخل المجتمع المغربي، وغياب الحماية للخادمات الصغيرات، إضافة إلى عوامل اقتصادية. واعتبر التقرير أن الفئة العمرية الأكثر تعرضا للظاهرة، هي ما بين 25 سنة و30 سنة، بعدد قدره 158 أما عازبة، وهي الفئة الأكثر تعرضا للتغرير بالوعد بالزواج، إذ تشكل هذه الأخيرة 197 أما عازبة، كما شكل الزواج غير الموثق النسبة الموالية (104 أمهات عازبات)، ثم الاغتصاب (66 حالة).