أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس , نصره الله , أن المغرب يجدد التأكيد على التزامه بالعمل على إقامة اقتصاد مستديم, يتسم بالمسؤولية ويضمن بشكل أفضل, التنمية البشرية ورفاهية الإنسان, في احترام تام للبيئة . وقال جلالة الملك , في الرسالة السامية التي وجهها جلالته إلى المشاركين في منتدى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي انطلقت أشغاله اليوم الإثنين بأكادير, إن نهج الشراكة, وتبادل الخبرات, والتعاون جنوب - جنوب, تعد آليات رئيسية لانبثاق حلول جديدة, كفيلة بتحقيق التنمية البشرية. وأضاف صاحب الجلالة أن المغرب, باحتضانه لهذا الملتقى الهام, إنما يؤكد التزامه وعزمه على العمل من أجل تحقيق إشاعة قيم العدالة والإنصاف الاجتماعي, من خلال النهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية. "ومن هنا, يقول جلالة الملك , فإن منتداكم هذا يشكل مناسبة لتدارس وتبادل وجهات النظر بخصوص العديد من القضايا المرتبطة بالتنمية المستدامة, وبإعادة توزيع الثروات, ومؤشرات قياس النمو, وتقييم نجاعتها, ومدى ملاءمتها للأوضاع الخاصة بمختلف البيئات البشرية التي تستهدفها". وأكد جلالة الملك أن اختيار منتدى أكادير, للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية كمحور أساسي من محاور النقاش, يعد فرصة سانحة لإضفاء نفس جديد عليها, وذلك عبر تدارس وبحث الإشكاليات الأساسية المرتبطة بها, على ضوء التوصيات التي انبثقت عن الاجتماعات الجهوية, التي تم تنظيمها طوال الخمس سنوات الأخيرة. وأوضح جلالته أن هذه الإشكاليات تتعلق أساسا بكيفية استهداف الساكنة والمناطق المعنية, بتقوية الأنشطة المدرة للدخل, وبتعميم المقاربة التشاركية, وكذا بتدعيم دينامية التكامل والتجانس, والدور الذي ينبغي أن تنهض به الجهات والسلطات الترابية, في تحقيق رفاهية المواطن ,"وهو ما نتوخاه من ورش الجهوية المتقدمة الذي أطلقناه". واعتبر جلالة الملك أن الحضور الاستثنائي والمتميز في هذا المنتدى, لنخبة من الخبراء والشخصيات الوازنة, وطنيا ودوليا, سيمكن من المعالجة الموضوعية للقضايا المرتبطة بالتنمية البشرية, بمختلف أبعادها ومظاهرها. وقال جلالة الملك "إننا نتطلع, بكل اهتمام, إلى أن تفضي نتائج أعمالكم, إلى انبثاق رؤية جماعية للتنمية البشرية, وإلى تقديم إجابات للتحديات الراهنة والمستقبلية للبشرية, وأن تساهم توصياتكم في بلورة المحاور والاختيارات الاستراتيجية للمرحلة الثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية".