لم تتمكن مدونة السير الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ بداية هذا الشهر، أن تحد من حرب الطرق التي يعيش على وقعها المغرب، منذ ثلاثة عقود، ورغم ذلك فإن العديد من المهنيين والمتتبعين يؤكدون أنه سجلت العديد من الأشياء الإيجابية، خلال الأيام الأولى من تنفيذ هذه المدونة وعلى رأسها التزام العديد من السائقين ببنود هذه المدونة، ونفى عدد من المهنيين أن تكون هناك علاقة بين المدونة والارتفاع الذي تشهده مجموعة من المواد الاستهلاكية في عدد من المدن، وهو الأمر الذي زكاه، كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل. الأشياء الإيجابية التي تحدث عنها بعض المهنيين لم تمنع البعض من تسليط الضوء على ما وصفوه بعدد من الاختلالات، وهو ما سبق أن أشارت إليه "المغربية" قبل أيام، إذ حدد مصطفى الكيحل هذه الاختلالات في عدم تحرير الشوارع والملك العمومي من قبل السلطات المحلية، واعتبر ظاهرة "استعمار" الشوراع من قبل الباعة المتجولين تؤثر على احترام مدونة السير من قبل السائقين، ويضيف أنه سجل، خلال الأسبوع الأول من تطبيق المدونة اكتظاظا كبيرا في أهم الشوارع، بسبب خوف بعض المهنيين من المخالفات المترتبة عن السرعة أو عدم احترام إشارات المرور، وقال في هذا السياق "إن العديد من المواطنين يشتكون كثيرا الاكتظاظ الكبير الذي تشهده معظم الشوارع، وهذا يرجع بشكل أساسي إلى مسألة التخوفات التي يشعر بها السائقون من بنود المدونة، ونقترح في هذا الإطار العودة إلى توقيت العمل القديم، لأنه الأصلح لتفادي الازدحام الذي تعرفه جل الشوارع هذه الأيام". وأوضح محمد الحراق، أن من بين المشاكل التي برزت على السطح، خلال الأيام الأولى من تطبيق المدونة، المسألة المتعلقة بما وصفه بتعسفات بعض رجال الدرك، وقال ل "المغربية" في هذا السياق "المؤسف أنه سجلت بعض التعسفات من قبل بعض رجال الدرك، الذين أصبحوا يلزمون السائقين بأمور لم نتفق حولها، كالقضية المتعلقة بحجم قنينة الإطفاء، فنحن لم نتفق مع أي جهة بأن يكون حجمها كيلوغرامين، أو صدريات بالنسبة إلى السائقين، فقد كان من المفروض على رجال الدرك أن يساهموا في توعية المواطنين ببنود المدونة، أما بخصوص رجال الأمن فلحد الساعة لم نسجل أي ملاحظة حول عملهم، خلال فترة دخول المدونة إلى حيز التطبيق، ويمكن القول إن رجال الأمن يساعدون المواطنين على استيعاب بنود هذه المدونة بطريقة لينة".