كثف المتدخلون من السلطات المحلية، والوقاية المدنية، والدرك الملكي بالجديدة، خلال الأيام الأخيرة، حملة البحث عن الخبير الدولي لدى المركز الوطني للأبحاث البحرية، الذي كان لقي مصرعه في حادث، إثر غرقه في بحيرة الوليدية.واستعان المتدخلون، في أكبر عملية بحث تعرفها المنطقة، بطائرة مروحية وبزوارق، جابت البحيرة طولا وعرضا، وكذا بغطاسين ورجال ضفادع. إلا أنه، رغم كل هذه التدخلات لم يعثر على جثة الضحية، التي مازالت تقبع في أعماق المحيط الأطلسي. وكان قارب للبحث العلمي انقلب، يوم 9 أكتوبر الجاري، في بحيرة الوليدية، ما أسفر عن مصرع خبير دولي، وإصابة عالمين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، جميعهم تابعون للمركز الوطني للأبحاث البحرية، بالدارالبيضاء. وكان العلماء الثلاثة يباشرون، خلال الفترة الممتدة من فاتح إلى 5 أكتوبر الجاري، أبحاثهم العلمية، التي انصبت على دراسة علمية في بحيرة الوليدية، المصنفة منطقة إيكولوجية، يتعين الحفاظ عليها، في ظل التلوث البيئي، الذي يتهددها. وكان العلماء الباحثون خرجوا في رحلتهم العلمية والاستكشافية على متن قارب، في ظروف غير ملائمة، تميزت بتهاطل الأمطار، وهبوب رياح عاتية، وهيجان البحر. ولحظة وجودهم، في حدود السادسة والنصف من مساء 9 أكتوبر، على بعد بضعة أمتار من الشاطئ الرملي للوليدية، انقلب قاربهم، إثر موجة قوية بارتفاع 6 أمتار، ألقت بهم إلى الماء، وارتطم رأس أحد العلماء بقوة مع صخرة، وفقد وعيه ثم غرق. وهرعت إلى الشاطئ عناصر الوقاية المدنية، وأفراد الفرقة الترابية بمركز الدرك الملكي بالوليدية، وفرقة دركية خاصة من سرية سيدي بنور. وباشر المتدخلون عملية الإغاثة، أسفرت عن إنقاذ أستاذين باحثين، بعد إصابتهما بجروح متفاوتة الخطورة، فيما حال سوء أحوال الطقس، والرياح العاتية، وهيجان البحر، وحلول الليل، دون العثور على الضحية الثالث، الذي لقي حتفه غرقا في مياه المحيط الأطلسي . ومازالت جثته تقبع في أعماق البحر. ونقل المصابان إلى مصحة خاصة بالدارالبيضاء، حيث خضعا للعناية الطبية المركزة.