أمر عبد القادر الشنتوف، قاضي التحقيق المتخصص في قضايا الإرهاب بمحكمة سلا، أول أمس السبت، بإيداع شبكة الاتجار الدولي في الكوكايين بتعاون مع تنيظم "القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي"، سجن الزاكي المحلي، بعد أزيد من 14 ساعة من استنطاق أفرادها الأربعة والثلاثين. وتكلفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتأمين نقل هذه الشبكة الدولية من مقر المحكمة إلى سجن الزاكي، بسلا، تحت حراسة أمنية وصفت ب"المشددة"، إذ فتح السجن المذكور بوابته العالية في وجه المتهمين، ويد رجال الأمن على مسدساتهم، حسب معطيات"المغربيةّ". وتعاقبت عناصر هذه الشبكة، التي توجد ضمنها امرأتان، والمعروفة ب"شبكة ساحلستان"، (نسبة الى منطقة الساحل غرب إفريقيا وجنوب الصحراء، التي كانت تنشط بها)، على المثول أمام قاضي التحقيق، منذ السابعة مساء من يوم الجمعة الماضي، إلى السادسة من صباح أول أمس السبت. وذكر قاضي التحقيق، حسب المعطيات المتوفرة، عناصر هذه الشبكة، التي تضم بارونات مخدرات ذوي سوابق بالشمال، ومهربين محترفين بجنوب المغرب، بالتهم الموجهة إليهم، كما أطلع الأجانب الأربعة، المعتقلين في هذه القضية، على إخطار السلطات المغربية سفارات بلدانهم. وكيّف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط التهم الموجهة لهذه الشبكة الدولية بأنها تدخل في اطار "تكوين عصابة إجرامية متخصصة في التهريب والاتجار الدولي في المخدرات (الكوكايين ومادة الشيرة)، والتهديد بالقتل، والاحتجاز، والعلاقات الجنسية غير الشرعية، وتهريب العملة، ومخالفة قانون الصرف والمشاركة"، كل حسب ما نسب إليه. وكان الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، أكد، يوم الجمعة، أن الشبكة يسيرها بارونات من جنسيات كولومبية وإسبانية، ولها علاقة وطيدة بالتنظيم الإرهابي "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وبكارتيلات متمركزة بأميركا اللاتينية، بمشاركة مهربي مخدرات مغاربة. وأوضح الشرقاوي، في ندوة صحفية، عقدها بمقر وزارة الداخلية بالرباط، أن تفكيك هذه الشبكة مكن من إلقاء القبض على 34 عنصرا، بينهم أجانب، يعد أحدهم العقل المدبر للتنظيم داخل المغرب "كان يعمل بتنسيق مع المسؤول عن التنظيم الإرهابي في مالي، وهو معتقل حاليا في عاصمة هذا البلد، باماكو، وكلاهما من جنسية إسبانية". وأشار الشرقاوي إلى أن مصالح البحث والتحري عن الجرائم تمكنت من حجز كميات من الكوكايين والشيرا، ومجموعة من السيارات، وقنابل مسيلة للدموع، ومبالغ مالية مهمة من العملة الصعبة والدرهم. ونبه وزير الداخلية إلى تورط هذه الشبكة في جرائم "إحداث شركات وهمية في عدد من الدول، بهدف تبييض الأموال وتهريبها"، مشددا على وجود "امتدادات لهذه الشبكة في أوروبا، والجزائر، وشمال مالي، وعلاقاتها بتنظيم القاعدة، الذي يتخذ من المنطقة قاعدة خلفية لتنفيذ عمليات إرهابية وإجرامية في منطقة الساحل". وخلص وزير الداخلية إلى القول إنه "يمكن اليوم، الجزم بصفة قطعية بأن العلاقة بين الإرهاب والاتجار في المخدرات قائمة وثابتة"، مضيفا أن "التداخل حاصل في عمل شبكات التهريب والمجموعات الإرهابية". ورسم الوزير مسار أنشطة هذه الشبكة الدولية بقوله "يقع جلب المخدرات من طرف مهربين من أميركا اللاتينية، وبالضبط من كولومبيا وفنزويلا، إلى شمال مالي، قصد التخزين". وأضاف "ومن هناك تدخل على الخط الجماعات الإرهابية لتأمين نقل هذه المخدرات، في رحلتها عبر صحراء مالي وموريتانيا والجزائر، نحو الحدود مع المغرب، قصد ترويج كميات منها بالداخل، وتصدير الباقي إلى الأسواق الأوروبية". وكشف الوزير أنه، خلال الفترة ما بين مارس وغشت 2010، تمكنت هذه الشبكة من إنجاز 8 عمليات تسريب لكميات إجمالية، تفوق 600 كلغ من الكوكايين، إلى التراب الوطني عبر الحدود الجزائرية الموريتانية، وأن مصالح الأمن تمكنت، خلال العام الجاري، من رصد 20 عملية اختراق من الجنوب الإسباني للأجواء الشمالية للمغرب، بواسطة الطائرات الصغيرة المشبوهة.