اتهم نقابيون وحقوقيون في قطاع النقل مدونة السير في التسبب بعزوف فئة من السائقين عن العملشاحنة تحمل مواطنين في وضعية خطرة (سوري) إذ أوضحوا أن ما وصفوه بارتفاع الغرامات ضد الخروقات، خلق تخوفا وتراجعا عن مزاولة المهنة. وعللوا ارتفاع أسعار بعض المواد الاستهلاكية، بتوقف الشاحنات عن نقل البضائع، بعد تشديد المراقبة على الحمولة، منذ دخول المدونة حيز التنفيذ، بداية الشهر الجاري. أوضح بعض أرباب الشاحنات، ل"المغربية"، أن عددا من السائقين تخلوا عن مهنة السياقة، باعتبارها محفوفة بالمجازفات، لأن المهني مهدد بارتكاب أخطاء السير بالطرق، لأسباب مختلفة، إذ يرفضون العمل تحت الضغوط النفسية، التي تخلفها تشديد المراقبة والمعاقبة. وقال أحمد بلغالي، المعروف بين مهنيي النقل بأكادير بالحاج عوينة، إن أزمة النقل تندر بانفجار الغضب بين المواطنين والمهنيين، لأن تشديد الخناق على الحمولة بالنسبة للشاحنات، وعلى الخروقات بالنسبة للسائقين، أدى إلى التخلي عن المهنة، وتوقيف عدد من المركبات عن العمل، ما نتج عنه ضعف نسبة البضاعة الموجهة إلى عدد من المدن، وارتفاع أسعارها. وتحدث الحاج عوينة عن ضرورة إعادة النظر في الحمولة، لتفادي الغلاء، الذي مس عددا من المواد الأساسية، خاصة الخضر ومواد البناء. وأوضحت مصادر من إنزكان ل "المغربية"، أن مراقبة حمولة الشاحنات أشعلت نار الغضب بين المهنيين، الذين كانوا يتجاوزون الحمولة المحددة بالبطاقة الرمادية، وأثر ضعف الحمولة على هامش الربح، الذي كانوا يكسبونه وراء الأطنان، التي كانوا ينقلونها. وأوضح أنه للحفاظ على أرباحهم، يتوخى المهنيون الزيادة في أسعار النقل، غير أن هذه الزيادة سترفع حدة الغلاء، التي تمس، حاليا، بعض المواد الاستهلاكية. تهديد بالإضراب من صفرو، قال عبد الحي ونزار، عضو التنسيقية الوطنية للنقل الطرقي بالمغرب، ل"المغربية"، إن "أزمة النقل تهدد بإضراب واسع بين المهنيين، بسبب المشاكل، التي تواجه نشاطهم"، مشيرا إلى أن أعضاء التنسيقية قرروا عقد اجتماع، لدراسة مشاكل القطاع، في ظل ما وصفه بغياب النزاهة في تنفيذ قانون السير على جميع السائقين. وتحدث سائق شاحنة ل "المغربية"، عن ارتفاع ظاهرة "التدويرة" على الطريق، بسبب تجاوز الحمولة، التي نقلها من أكادير إلى مكناس، قائلا إنه أدى 1000 درهم، مقابل غض النظر عن تجاوز الحمولة المحددة، كما أشار إلى وجود خروقات في السرعة بالمناطق، التي تغيب فيها المراقبة بالكاميرات، إضافة إلى عدم احترام قانون السير من طرف بعض السائقين، بالطرق الرابطة بين سلا والعرجات، وعند مدخل مدينة فاس. مقابل "التشديد" على ضرورة احترام الكميات المحددة لنقل البضائع، تحدث السائق عن وجود "تسهيلات" في الحمولة المنقولة من أكادير إلى المدن الجنوبية، لتوفير حاجيات الأسواق والمواطنين. بالدارالبيضاء، علل أحد التجار قلة الشاحنات الوافدة على سوق الجملة من أكادير بتخوفات السائقين من سياقة المركبات القديمة، وبتشديد المراقبة ضد تجاوز الحمولة، وضد تجاوز السرعة، وثمن دور الرادارات في عدد من الطرق، التي اعتبرها سوداء، لارتفاع حوادث السير المميتة، التي كانت تقع بها. الزيادة في الأسعار وربط بعض تجار المواد الاستهلاكية ارتفاع الأسعار بأزمة النقل، بعد تفعيل مدونة السير، الأسبوع الماضي، إذ تحدث بائع للخضر بالتقسيط بصفرو، في تصريح ل "المغربية"، عن مضاعفة الأسعار بالنسبة لبعض المواد، القادمة من أكادير، من قبيل الطماطم، التي ارتفع سعرها، الخميس الماضي، إلى 8 دراهم، مقابل 4 دراهم قبل دخول المدونة حيز التنفيذ، إذ أشار إلى وجود طماطم محلية أقل سعرا، غير أنها أقل جودة، فيما تحدث عن تراوح في الزيادة في الأسعار بين درهمين وثلاثة دراهم بالنسبة للخيار، والجزر والبطاطس. قال سائق شاحنة من الناظور ل "المغربية"، إنه عاطل عن العمل، منذ دخول المدونة حيز التنفيذ، الجمعة الماضي، بسبب ارتفاع أخطار المهنة، لأن استعمال الطريق مهددة بارتكاب الأخطاء، والعقوبات ضد ارتكابها، ولا حديث في المقاهي، يضيف السائق، إلا عن المشاكل، التي ترتبت عن تنفيذ مدونة السير. وتحدث عن الغلاء، الذي مس الخضر بأسواق زايو وازغنغن والهروي، بضواحي الناظور، منذ حوالي أسبوع، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار سجل، بالخصوص، في المواد، التي تجلب من أكادير، خاصة الطماطم والجزر والخيار والبادنجان، مشيرا إلى وجود بعض الباعة، الذين انتهزوا هذا الغلاء للزيادة في البضائع المحلية.