أشار تقرير أعده سلاح البر الأميركي، أخيرا من 350 صفحة إلى ملاحظات مقلقة حول الصحة النفسية للجنود الأميركيين في العراققائد القوات الأميركية في بغداد رالف بيكر (أ ف ب) مشيرا إلى أن 13 في المائة، من الجنود عانوا عوارض إجهاد ما بعد الصدمة والى ارتفاع معدلات الانتحار، منذ عام 2008 أكثر من المعدل الوطني، بالإضافة إلى زيادة الوصفات الطبية المضادة للاكتئاب بشكل كبير بين عام 2005 و2010 . وفتح الجيش الأميركي، بعد سبعة أعوام ونصف العام من اجتياح العراق، مركزين لمعاجلة الجنود المصابين بالاكتئاب والإجهاد، أحدهما في قاعدة البصرة، حيث مقر القوات الأميركية، التي تتولى مسؤولية تسع محافظات جنوبية. وقال الكولونيل في الاحتياط، بولبالي سوباراو (59 عاما) وهو طبيب نفساني "لدينا جميعا القدرة المثابرة وهي طاقة تعيد التوازن بعد التعرض للإجهاد". وأضاف سوباراو، الذي خدم في الكويت عام 2002، ويشارك للمرة الخامسة في انتشار في مناطق النزاع، "لكن يتوجب أحيانا زيادة هذه القدرات، خلال الأزمات". وتعمل هذه المراكز الصحية 24 ساعة في اليوم، لاستقبال الجنود للمساعدة على إعادة تنشيط قدراتهم البدنية والنفسية والاجتماعية والروحية والعاطفية. وقال السرجنت ميجور براين بارين، منسق البرنامج، إن "هذا المكان ليس مخصصا لتقديم العلاج. نساعد الجنود على تعزيز طاقاتهم المعرضة للوهن". وأشار بارين إلى إمكانية اتباع الجنود برنامجا غذائيا أو الإقلاع عن التدخين والتعرف على عوارض الإجهاد أو الجلوس على انفراد للاتصال بأقاربهم عبر الانترنت أو اتباع برنامج لياقة بدنية في قاعة مخصصة لهذا الأمر دون مرايا، "لأننا لا نأتي إلى هنا من أجل استعراض العضلات". وخصصت غرفة ملحقة بالمركز الديني زجاجها ملون للتأمل، وهي مزودة بكتب دينية. وقال جيرد كوبر (23 عاما)، مساعد رجل الدين، إن "الكثير من الجنود يأتون بحثا عن دوافع روحانية، لأنهم لا يجدون في الجيش مساعدة مشابهة لما في منازلهم". وأضاف نجل القس اللوثري "أنا هنا للتحدث إليهم ومد يد العون وأحيانا لمجرد الاستماع إلى صرخاتهم". وبعد شهر من انتهاء المهام القتالية للقوات الأميركية في العراق لتتحول إلى تدريب القوات العراقية، لاحظ كوبر "انخفاضا مهما" في حالات التوتر لدى الجنود في هذه القاعدة، التي تضم نحو إلفي عسكري. ويرى الطبيب النفساني، سوباراو، أن تغيير المهمة يشجع على العمل بعمق مع العسكريين، الذين يرفضون أن تطلق عليهم تسمية مرضى، لكي لا يبتعدون عن الظروف المحيطة بهم. وقال "هناك فئة من المشاكل في غاية التعقيد". وبالإضافة إلى عوارض الإجهاد الناجمة عن الصدمة، يعاني الجنود أحيانا من القلق المرتبط بانتشارهم والشعور بالاغتراب ومشاكل أخرى بسبب وجود عراقيين في القاعدة، فضلا عن مشاكل شخصية يحملونها معهم من بلدهم، حسب سوباراو. ومن الصعب الحصول على تقييم حول نجاح المركز، لأن الحديث مع الجنود جرى بحضور مسؤول خدمات الإعلام التابع للجيش.