وجه دبلوماسي غربي تحذيرا للجزائر من "حساسية" قضية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود،بينما خضعت بوليساريو للأمر الواقع، واضطرت، تحت ضغط الرأي العام في مخيمات تندوف، أن توفد، صباح أمس الاثنين، وفدا شرح لسكان المخيمات قضية مصطفى سلمى، المفتش العام لما يسمى "شرطة بوليساريو"، المعتقل تحت إشراف الاستخبارات الجزائرية، في مكان مجهول، بسبب إدلائه بتصريح مؤيد لمقترح الحكم الذاتي. وقال محمد الشيخ، شقيق مصطفى سلمى، إن "أول محطة لوفد البوليساريو كانت مخيم الداخلة، لكن سكان المخيم فطنوا إلى سيناريو الجبهة، الذي يحرف الوقائع ويقلب الحقائق". وأضاف محمد الشيخ أن "وفد بوليساريو حاول أن يقدم رؤية مغلوطة لاعتقال مصطفى سلمى، مدعيا أن اعتقاله جرى بسبب اختلاسات، غير أن سكان المخيمات واجهوا أعضاء الوفد بشعارات الاستنكار والتنديد، ما أجبرهم على الرجوع من حيث جاؤوا". وأوضح محمد الشيخ أن "سكان المخيمات فقدوا أملهم في أعضاء قياديين في البوليساريو، بعدما كانوا أخبروا أعيان القبائل بالسماح لأفراد عائلة مصطفى بزيارته، إلا أنهم تراجعوا عن وعدهم". وعلمت "المغربية"، من مصادر مطلعة، أن لجنة جرى تشكيلها من قبل أبناء عمومة مصطفى سلمى وأفراد قبيلته في المخيمات، لشرح الملابسات الحقيقية لاختطافه واعتقاله، ولحشد الدعم والمساندة لإطلاق سراحه. وأضافت المصادر ذاتها أن ابن مصطفى سلمى، محمد مصطفى سلمى، طرد من المدرسة، عندما رد على أحد الأطفال بأن "أباه ليس خائنا، وإنما هو مغربي، شهد بانتمائه الحقيقي والتاريخي، فما كان من المسؤول في المدرسة بالمخيم إلا أن طرد الطفل، محمد مصطفى سلمى". من جهتها، أعلنت لجنة العمل من أجل إطلاق سراح مصطفى سلمى، أنها ستنظم، غدا الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مقر بعثة الأممالمتحدة في الرباط، وأخرى أمام السفارة الجزائرية، بعد غد الخميس، فيما سيجري تنظيم ندوة صحفية، الجمعة المقبل، في مقر مجلس المدينة، لإطلاع الرأي العام الوطني على آخر مستجدات قضية مصطفى سلمى المختطف فوق التراب الجزائري. من جهة أخرى، وصل مولاي سلمى إسماعيلي، والد مصطفى سلمى، إلى نيويورك، في إطار زيارته الرامية إلى إطلاع المنتظم الدولي على جرائم البوليساريو في حق عائلته على مدى 35 سنة، واختطاف ابنه مصطفى مرتين، عندما كان عمره 9 سنوات، ثم لما بلغ 42 سنة. ومن المنتظر أن يلقي مولاي سلمى إسماعيلي كلمة أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، بشأن قضية اختطاف ابنه واحتجازه في مكان مجهول فوق التراب الجزائري. ومن المقرر، أيضا، أن يسلم والد مصطفى سلمى مذكرة في الموضوع إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لإطلاعه على قضية ابنه وأسرته مع بوليساريو. وعلمت "المغربية"، من مصادر مطلعة، أن دبلوماسيا غربيا، في نيويورك، أجرى اتصالا بمسؤول جزائري رفيع المستوى، أول أمس الأحد، وأطلعه على حساسية قضية مصطفى سلمى، وطلب منه أن ينقل إلى المسؤولين الجزائريين انشغال الأوساط الدبلوماسية بهذه القضية. وقال الدبلوماسي للمسؤول الجزائري، إن على السلطات الجزائرية ألا تقلل من أهمية الموضوع. وحسب مصادر "المغربية"، فإن الرسالة، التي سعى الدبلوماسي الغربي توجيهها إلى السلطات الجزائرية، تضمنت نصيحة إلى النظام الجزائري بعدم الاستخفاف بقضية اختطاف وحجز مصطفى سلمى، ملمحا إلى أن الأمور قد تتطور إلى الأسوأ، في حال ما تعرض المختطف إلى أي سوء. وتواصلت بيانات الاستنكار والاحتجاج، داخل المغرب وخارجه، على اختطاف مصطفى سلمى واحتجازه، وانتقلت مطالب المنظمات الحقوقية والهيئات السياسية من دعوة البوليساريو لإطلاق سراح مصطفى سلمى، دون قيد أو شرط، إلى دعوة السلطات الجزائرية للخروج من مخبئها، الذي تحرك من داخله الأمور. وتضمنت بيانات الجهات المنددة نداء إلى السلطات الجزائرية للكف عن لعب دور البريء في قضية الصحراء المغربية، علما أن الجميع بات يدرك أن السلطات الجزائرية يدها ملطخة بدماء الصحراويين، منذ 35 سنة.