بمناسبة انعقاد الدورة التاسعة للجنة الاقتصادية الحكومية المشتركة للبلدين (27 و28 شتنبر الجاري)، التي يرأسها ترايتشو ترايكوف، وزير الاقتصاد والطاقة والسياحة البلغاري، بالاشتراك مع وزير الصناعة التجارة والتكنولوجيات الحديثة، أحمد رضى الشامي..أجرى عبد اللطيف معزوز، وزير التجارة الخارجية، بعد ظهر أول أمس الاثنين، بالرباط، مباحثات مع ترايتشو ترايكوف، وزير الاقتصاد والطاقة والسياحة البلغاري، تركزت حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالي التجارة والاستثمارات. وقال معزوز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه بحث مع ترايكوف في الميادين التي يمكن من خلالها الدفع بالعلاقات التجارية على المدى القصير والمتوسط، خاصة الميدان اللوجستيكي، نظرا لتموقع بلغاريا في وسط أوروبا واعتبارها حلقة توزيع بالنسبة للمغرب في هذه المنطقة، وموقع هذا الأخير، الذي يؤهله ليكون قاعدة لتوزيع المنتجات البلغارية، حتى بالنسبة لمناطق غرب أوروبا وإفريقيا والشرق العربي. وتابع أن المباحثات تناولت، أيضا، مجال الطاقة، لاسيما الطاقة المتجددة، اعتبارا للإمكانيات التكنولوجية التي تتوفر عليها بلغاريا وطموح المملكة في أن تصبح قطبا في هذا المجال، فضلا عن التطرق لقطاعي السيارات، والفلاحة والصناعات الغذائية. وأضاف وزير التجارة الخارجية أن العلاقات بين البلدين في جانبها المؤسساتي كانت حاضرة، كذلك، في مباحثاته مع ترايكوف، اعتبارا للمساهمة التي يمكن أن تقدمها بلغاريا لتفعيل الوضع المتقدم للمغرب في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي. من جهتها أجرت لطيفة أخرباش، كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، في اليوم نفسه، بالرباط، مباحثات مع وزير الاقتصاد والطاقة والسياحة البلغاري، ترايتشو ترايكوف، الذي يقوم حاليا بزيارة عمل للمغرب بمناسبة انعقاد الدورة التاسعة للجنة الاقتصادية الحكومية المشتركة المغربية-البلغارية. وأكدت أخرباش، خلال هذا اللقاء، بأن الحوار السياسي بين المغرب وبلغاريا تعمق واتسع خلال السنوات الأخيرة، التي تميزت على الخصوص بانضمام بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي سنة 2005، وحصول المغرب سنة 2008 على الوضع المتقدم في علاقته مع الاتحاد الأوروبي. واتفق الجانبان على أن آفاق بناء شراكة اقتصادية مغربية-بلغارية، تعد هي الأخرى واعدة جدا، بالنظر إلى توفر الإرادة السياسية المشتركة، وتكامل المؤهلات الاقتصادية للبلدين. ودعت أخرباش إلى انخراط أكبر لرجال الأعمال بالبلدين، في الجهود الرامية إلى إقامة علاقات متميزة بين المغرب وبلغاريا، خاصة في مجال تطوير المقاولات الصغرى والمتوسطة، وتشجيع الاستثمارات وتبادل التجارب في مجال تنويع مصادر الطاقة وتنمية العرض السياحي. وفي ما يتعلق بالتعاون الإقليمي، عبرت أخرباش عن أسفها لكون المغرب العربي الذي يتوفر على سوق تتكون من 100 مليون مستهلك، ما يزال بعيدا عن توفير كافة فرص التبادل التجاري والاستثمار مع بلدان الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن ذلك يرجع بالأساس إلى العرقلة المتعمدة للاندماج المغاربي لأسباب لها علاقة بالأجندة السياسية لبلد واحد. وأكدت كاتبة الدولة أن هذه العرقلة تعاكس تطلعات المواطنين بالمغرب العربي، وآفاق النمو والتنمية بالبلدان المغاربية، والطموحات الاقتصادية لبلدان أوروبا تجاه المنطقة المغاربية. ودعت إلى إيلاء اهتمام أكبر للمغرب العربي من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي تقتضي مصالحه الاستراتيجية قيام جوار مغاربي مزدهر ومندمج يسوده الاستقرار . وجرت هذه المباحثات بحضور سفيرة بلغاريا بالرباط، كاتيا تودوروفا. وشكل موضوع تعزيز التعاون الثنائي التجاري بين رجال أعمال مغاربة ونظرائهم من بلغاريا محور لقاء احتضنته، أول أمس الاثنين، غرفة التجارة والصناعة والخدمات للرباط. وبحث الجانبان، سبل تعزيز هذا التعاون في المجالات، التي تهم قطاعات النسيج، وأنظمة الحراسة والديكور الداخلي للمنازل، والبناء والمعمار. وأوضح رئيس لجنة العلاقات الخارجية بغرفة التجارة والصناعة والخدمات، طارق أكيزول، في كلمة بالمناسبة، أن هذا اللقاء يدخل في إطار الدينامية المستمرة، التي تعرفها العلاقات بين البلدين، مذكرا بالاتفاقية-الإطار، التي جرى توقيعها في ماي 2001، بين غرفة التجارة والصناعة والخدمات للرباط، وغرفة التجارة والصناعة البلغارية، التي توفر فضاء فسيحا للتعاون مؤسساتيا وتقنيا واقتصاديا. وأبرز أن المغرب يمنح إمكانيات كبيرة للمستثمرين البلغاريين، مشيرا، في هذا الصدد، إلى المشاريع المهيكلة الكبرى التي تشهدها الرباط وجهتها. من جانبها، أشارت ممثلة عن الوفد البلغاري إلى أن هذا اللقاء من شأنه إعطاء دفعة قوية لعلاقات التعاون الاقتصادي، كما أنه سيساهم في تعزيز علاقات التعاون التجاري بين البلدين.