جرى، يوم الثلاثاء الماضي، في فيينا، تنظيم ندوة حول "دور المملكة المغربية في تطوير العلاج بالأشعة في إفريقيا"، بمشاركة عدد من الخبراء والشخصيات، خاصة من الدول الإفريقية. وجاءت هذه الندوة، التي انعقدت بمقر المنظمة الدولية للطاقة الذرية بالعاصمة النمساوية، بمناسبة تنظيم المنتدى العلمي حول "داء السرطان في الدول النامية.. التحديات التي يتعين رفعها"، الذي تزامن مع الدورة 54 للمؤتمر العام للوكالة الدولية (20-24 شتنبر). وقال السفير الممثل الدائم للمغرب في فيينا، عمر زنيبر، في كلمة بالمناسبة، إن المغرب الذي يولي أهمية قصوى لعلاقاته الممتازة مع البلدان الإفريقية ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أراد، بتنظيم هذه الندوة، إبراز مشاركته الفاعلة في المنتدى العلمي، الذي ينعقد بدعم من المدير العام للوكالة الدولية، وكذا إبراز الجهود التي تقوم بها المملكة في اتجاه تقاسم ما راكمته من خبرة في مجال العلاج بالأشعة مع البلدان الإفريقية الشقيقة، من أجل محاربة داء السرطان. وأضاف أن المغرب يقوم، منذ سنة 2000، بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بتكوين الأطباء الأفارقة المتخصصين في العلاج بالأشعة، مشيرا إلى أن هذا التعاون عرف طفرة مهمة بفضل المنح التي تقدمها جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان. وأشاد ممثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذه الندوة رونالدو كاماتشو رودريغيز، منسق برنامج العمل، من أجل علاج داء السرطان (باكت)، الذي وضعته الوكالة الدولية، بمبادرة تنظيم المغرب لهذه الندوة، التي تنضاف إلى الجهود المبذولة من طرف الوكالة، من أجل التوعية بمكافحة داء السرطان في البلدان النامية، خاصة في إفريقيا. كما ثمن عاليا الدعم الذي يقدمه المغرب للبلدان الإفريقية في هذا المجال، داعيا إلى اختيار المملكة شريكا لبرنامج (باكت) في المنطقة. وخلال الندوة، التي أدارها البروفسور بيير باي، المدير السابق لمعهد ( كوري) للسرطان بباريس، قدم البروفسور عبد اللطيف بن يدر، أخصائي العلاج بالأشعة، الطبيب الرئيسي بمركز ابن رشد للسرطان، عرضا حول الموارد البشرية في إفريقيا في مجال مراقبة مرض السرطان، والجهود التي يقوم بها المغرب على الصعيد الإفريقي في مجال العلاج من السرطان، داعيا إلى إحداث لجنة إفريقية لتطوير العلاج بالأشعة في القارة. من جانبها، ركزت الدكتورة لطيفة بلكحل، مسؤولة عن المراقبة والوقاية من السرطان بوزارة الصحة، على المخطط الوطني للوقاية ومراقبة داء السرطان، فيما تطرق محمد صايسوت التازي، مدير المركز الوطني للوقاية من الإشعاعات إلى الدورات التدريبية وتقاسم الخبرات المنجزة من قبل المركز لفائدة البلدان الإفريقية.