وصف وزير الشؤون الخارجية الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، أول أمس الثلاثاء، العلاقات، التي تجمع بين إسبانيا والمغرب، ب "الممتازة والغنية والوطيدة". وأبرز موراتينوس، في تدخل أمام مجلس الشيوخ الإسباني (الغرفة العليا)، أن الحكومة الإسبانية عملت دوما على "الحفاظ على علاقات صداقة وتعاون ممتازة مع المغرب على أساس الثقة المتبادلة"، مضيفا أن العلاقات الثنائية تقوم على عنصرين، أحدهما ثنائي والآخر على مستوى الاتحاد الأوروبي. وأكد رئيس الدبلوماسية الإسبانية أن "أحد الجوانب البارزة في التفاهم الثنائي الجيد" يتمثل في تنظيم اجتماعات دورية من مستوى عال، تعمل خلالها الحكومتان الإسبانية والمغربية على مراجعة أجندتهما الثنائية والإقليمية وتحديد الأعمال المستقبلية. وفي ما يتعلق بالجانب الثنائي، أبرز موراتينوس أن إسبانيا والمغرب "يتقاسمان الكثير من المصالح المشتركة، وموقعا جغرافيا استراتيجيا مهما عند مدخل البحر الأبيض المتوسط يطرح العديد من الفرص والتحديات، التي يجري تناولها بروح عالية من التعاون والثقة". في هذا الإطار، وصف وزير الخارجية الإسباني العلاقات الاقتصادية بين إسبانيا والمغرب بأنها "مهمة جدا"، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن إسبانيا تعتبر المصدر والزبون والمستثمر الثاني بالنسبة للمغرب، مذكرا بتواجد حوالي ألف من الشركات الإسبانية بالمملكة. وأضاف رئيس الدبلوماسية الإسبانية أن بلاده تساهم في المشاريع الكبرى للتحديث الاقتصادي بالمغرب، البلد الذي يوفر فرصا استثمارية كبيرة للشركات الإسبانية في مختلف القطاعات، من بينها البناء، والطاقات المتجددة، والنسيج، والسياحة، وتحديث قطاع السكك الحديدية. من جهة أخرى، أبرز الوزير الإسباني أن أحد الجوانب "المهمة" في العلاقات الثنائية يتمثل في التعاون في مجال الهجرة، مؤكدا أن البلدين "يتقاسمان نفس الفلسفة" بخصوص هذا الموضوع، في إطار مقاربة مندمجة ومشتركة توحد المجهودات بين بلدان المنشأ والعبور والاستقبال للهجرة. وأعرب موراتينوس عن ارتياحه "للتعاون الوثيق مع المغرب في المجال الأمني، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب وترويج المخدرات"، مؤكدا أن إسبانيا تعتبر المغرب "شريكا وحليفا" في ما يتعلق بهذه القضايا، وليس فقط كبلد جار. في المجال الثقافي، أبرز رئيس الدبلوماسية الإسبانية أن المغرب يعتبر أول بلد في العالم يحتضن أكبر عدد من مراكز التعليم الابتدائي والثانوي التابعة لوزارة التربية الإسبانية، مذكرا بأن المغرب يعد ثاني بلد في العالم في ما يتعلق بشبكة المراكز الثقافية الإسبانية ثيربانتيس بعد البرازيل. وفي ما يتعلق بالبعد الأوروبي للعلاقات المغربية الإسبانية، تطرق موراتينوس إلى انعقاد القمة الأولى الاتحاد الأوروبي- المغرب، في شهر مارس الماضي، بغرناطة (جنوبإسبانيا)، خلال الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي، وهي أول قمة من نوعها مع بلد عربي وبجنوب حوض البحر الأبيض المتوسط منذ المصادقة على معاهدة لشبونة. بخصوص السياسة الخارجية، اعتبر رئيس الدبلوماسية الإسبانية أن المغرب يعد "شريكا موثوقا وملتزما" مع إسبانيا بشأن العديد من القضايا، التي يتقاسم البلدان بشأنها وجهات النظر السياسية نفسها، خاصة في إطار الاتحاد من أجل المتوسط ومجموعة خمسة زائد خمسة.