شرعت وحدات خاصة، الأسبوع الماضي، في تفكيك خزانات الأمونياك، التي توجد بميناء آسفي، منذ حوالي أربعة عقود..حاويات الأمونياك بميناء آسفي (خاص) بعد قرار للمكتب الشريف للفوسفاط يقضي بنقلها إلى ميناء الجرف الأصفر، الذي سيتكلف أيضا بإنتاج بعض الأسمدة من صنف MAP / ASP/DAP/ NPK، التي كانت تنتج سابقا بالمركب الكيماوي لآسفي. وأشارت مصادر من المكتب الشريف للفوسفاط إلى أن اتخاذ القرار النهائي، القاضي بتفكيك وترحيل خزانات الأمونياك، بعد أربع سنوات من توقيف استغلالها، يأتي في إطار اعتبارات اقتصادية، تروم تحديث الوحدات الصناعية عبر الرفع من قدراتها الإنتاجية، وتنويع أصناف الأسمدة، التي أصبحت تحظى بالطلب الدولي الكبير. وأبرزت المصادر ذاتها أن قرار تحويل خزانات الأمونياك نحو ميناء الجرف الأصفر، يأتي في ظل قدرة الميناء المذكور، ومن خلال أحواضه المائية، على استيعاب استقبال البواخر الضخمة، المتخصصة في نقل كميات كبيرة من مادة الأمونياك، في وقت ظلت الأحواض المائية بميناء آسفي، التي لا يتجاوز عمقها 9 أمتار، ضيقة، وغير قادرة على استقبال جل البواخر خاصة ذات الحجم الكبير، بعد أن كانت الباخرة الإسبانية سيري، دونت اسمها كآخر باخرة أفرغت حمولتها من الأمونياك بميناء آسفي، بعد قرار نقل الخزانات إلى ميناء الجرف الأصفر، الأمر الذي أثار استحسان، وارتياح سكان مدينة آسفي، بعد سنوات طويلة من الفزع والخوف من حدوث كارثة، نتيجة تسرب غاز الأمونياك. وشكلت خزانات الأمونياك بميناء آسفي أكبر خطر، ظل يهدد 300 ألف نسمة من سكان آسفي، طيلة عقود من الزمن، لاسيما أن مادة الأمونياك، مصنفة ضمن خانات الغازات الخطيرة، والسامة، التي تسبب الاختناق الحاد والقاتل، وكانت تنقل من ميناء آسفي نحو المركب الكيماوي، عبر أنبوب يتجاوز طوله 10 كيلومترات، وظل يشكل خطورة بالغة، خاصة بعد أن سبق وأن ظهرت به تسربات، أدت إلى ظهور اختناقات في صفوف بعض سكان حي تراب الصيني، الذي يمر منه الأنبوب المذكور، بمحاذاة خط السكك الحديدية، نحو المركب الكيماوي، ما أدى إلى إغلاقه لفترة طويلة، والاعتماد حينها على شاحنات لنقل مادة الأمونياك نحو المركب الكيماوي لآسفي، وهي الشاحنات التي زادت من خطورة الموقف، قبل أن يتخذ قرار جديد، بإعادة استغلال نقل المادة عبر الأنبوب الرابط بين ميناء آسفي والمركب الكيماوي.