لم تخرج مواضيع الأعمال التلفزيونية، التي تعرضها القنوات الوطنية، خلال شهر رمضان، عن السنوات الماضية، محافظة على التيمات ذاتها، التي جرت معالجتها خلال أعمال سابقة، من قبيل الحياة الأسرية، وكذا علاقة الفرد بالمجتمع، فضلا عن التراث الشفهي الوطني.وتدور أحداث سلسلة "عقبا ليك" لمخرجها ياسين فنان، المقتبسة عن قصة باسكال جوسيه، في إطار اجتماعي كوميدي رومانسي، يتناول مشكلة العنوسة في المغرب، من خلال بطلة المسلسل "فاطمة الزهراء"، التي وصلت إلى سن الثلاثين ولم تتزوج، ويضغط عليها كل من حولها لتجد عريسا بأقصى سرعة، وفي كل حلقة يأتيها عريس مختلف تجد فيه مشكلة أو عيبا فترفضه. وتسلط سلسلات "الحراز"، و"حديدان"، و"جحا يا جحا"، الضوء على مجموعة من المواقف المستوحاة من التراث الشفهي الوطني، عبر نسج مجموعة من العبارات الزجلية، التي تحترم مبدأ القوافي. ولم تخرج أعمال "دار الورثة"، و"ياك حنا جيران"، و"سعدي ببناتي"، عن نطاق الحديث عن مفهوم الأسرة المغربية، والمقارنة بين نظرتها الكلاسيكية والحالية. واختير موضوع التحقيق والبحث كتيمة أساسية لسلسلتي "جيني كود"، و"الشاف جواج"، فيما كان محور المدرسة الموضوع الأساسي لسلسلة "العام طويل". فيما توزعت باقي أعمال القنوات الوطنية، خلال الشهر الفضيل، حول الأعمال الكوميدية، من خلال مجموعة من الفقرات المضحكة، التي احتلت فيها الكاميرا الخفية حصة الأسد. مقابل ذلك، واصلت الدراما العربية مناقشة مجموعة من المواضيع، التي تلامس واقع المجتمع العربي، مسجلة عودة قوية للدراما المصرية أمام مثيلتها العربية، خصوصا في ظل التنوع في الموضوعات والقضايا المطروحة. ويحكي مسلسل "ملكة في المنفى"، الذي تجسد دور بطولته الفنانة المصرية نادية الجندي، حياة الملكة نازلي المأساوية، ويروي قصتها في المنفى بأميركا، ومعاناتها الكبيرة مع المحيطين بها. واستمرارا في النبش في التاريخ المصري، تعرض مجموعة من القنوات الفضائية مسلسل "كليوباترا"، الذي تقدم دوره الرئيسي الممثلة السورية سلاف فواخرجي، وتدور أحداثه حول قصة الملكة السابقة لمصر. ويعود الممثل المصري يحيى الفخراني، رفقة الممثلة المحتجبة صابرين، في المسلسل البدوي "شيخ العرب همام"، الذي يحكي قصة زعيم صعيدي حكم الصعيد، في فترة قديمة من الزمان الماضي لمصر. ويشكل مسلسل "الجماعة" لمؤلفه وحيد حامد، ومخرجه محمد ياسين، حالة استثنائية، عبر جلبه لأكبر حصص إعلانية في عدد من القنوات الفضائية، وكذا للجدل الواسع، الذي حققه منذ عرضه بداية شهر رمضان الجاري. ويرصد المسلسل، الذي يجسد دوره الرئيسي الممثل الأردني إياد نصار، جماعة الإخوان المسلمين على يد الشيخ حسن البنا، إضافة إلى إلقاء الضوء على الدور، الذي تخوضه الجماعة حاليا في الانتخابات البرلمانية المقبلة. ويتناول مسلسلا "شاهد إثبات" بطولة الفنانة السورية، جومانة مراد، ومسلسل "ريش نعام" بطولة المصرية داليا البحيرى، قضايا فساد رجال الأعمال، فيما تدور أحداث مسلسل "قضية صفية"، الذي تجسد دور بطولته الفنانة مي عز الدين، حول قصة فساد 3 نواب برلمانيين. وإذا كانت الممثلة المصرية ليلى علوي في مسلسل "حكايات وبنعيشها" أطلقت شكلا مختلفا في الدراما المصرية منذ العام الماضي، من خلال تقديم مسلسل مجزء إلى مجموعة من الحلقات، التي تتحدث عن موضوع موحد، فهي تواصل النهج نفسه هذه السنة أيضا، وتقدم عددا من الوجوه الشابة، وتحديدا الأطفال، الذين يجسدون دور أبنائها. ومن الأعمال، التي استطاعت خلق ضجة إعلامية بعيد عرض حلقاتها الأولى، مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة"، التي طالبت نقابة الممرضين المصريين بوقف عرضه، بحجة أنه يشوه أخلاقيات المهنة، كما يرصد مجموعة من الظواهر الاجتماعية كالاتجار في المخدرات، والاختلاس المالي، وتعدد الأزواج لدى المرأة. ويعرف المسلسل، الذي تشارك في بطولته الممثلة غادة عبد الرازق، عودة الممثل المصري حسن يوسف لتجسيد الأدوار الرومانسية، بعد تقديمه في السنوات الأخيرة لعدد من الأعمال التاريخية والدينية. مقابل ذلك، يرصد مسلسل "عايزة أتجوز"، الذي تجسد دور بطولته الفنانة التونسية هند صبري، مشكل "العنوسة" في المجتمع العربي، والعوامل المؤثرة في انتشار هذه الظاهرة. ومن الأعمال الاجتماعية، التي تعرضها القنوات الفضائية العربية، خلال الشهر الفضيل، مسلسل "سوق البشر"، الذي تجسد دوره الرئيسي الممثلة سمية الخشاب، وتدور أحداثه حول موضوع الجينات الوراثية وتأجير الأرحام. كما تعرض القنوات العربية مسلسل "ذاكرة الجسد" للأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي، من خلال تحويل عملها الأدبي، الذي يحمل العنوان ذاته، إلى عمل درامي أخرجه السوري نجدت أنزور. ولن تخلو الأعمال الدرامية المبرمجة خلال شهر رمضان الجاري، ضمن شبكة مجموعة من القنوات العربية، من الحس الفكاهي، عبر عرض عدد من المسلسلات والسلسلات الكوميدية خاصة منها المندرجة في سياق مات بات يعرف إعلاميا ب"السيتكوم". من جهة أخرى، تعرض مجموعة من القنوات الفضائية العربية، من بينها القنوات التلفزيونية الوطنية، مجموعة من الأعمال الأجنبية المدبلجة إلى العربية، تحتل فيها الدراما التركية الصدارة. يشار إلى أنه جرى التسويق للأعمال الدرامية العربية، التي تعرضها حاليا للقنوات الفضائية، حوالي 3 أشهر قبل حلول شهر رمضان الجاري، بهدف تمكين عدد من المحطات التلفزيونية من الظفر بحق البث الحصري لبعض الأعمال، في الوقت، الذي قررت فيه مجموعة من الاتحادات التلفزيونية العربية إطلاق قنوات خاصة بالشهر الفضيل.