كشفت تقارير سرية فرنسية أن بعض قيادات البوليساريو تتعامل مع أفراد تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بصفة مباشرة وغير مباشرة، عبر تسهيل مأموريتهم في الحصول على بعض الإمدادات، أهمها الغذاء.ولتضييق الخناق على التنظيم الإرهابي المسلح، قال الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في تصريح للقناة الفرنسية الرسمية، أول أمس الاثنين، أكد فيه رسميا إعدام المواطن الفرنسي، ميشيل جيرمانو، الذي اختطف يوم 19 أبريل الماضي في شمال النيجر، إن "مكافحة الإرهاب في منطقة المغرب العربي تتطلب سيطرة دول المنطقة على حدودها كاملة"، مشيرا إلى أن بقاء منطقة تندوف، التي توجد بها مخيمات المحتجزين المغاربة، مفتوحة دون مراقبة، لا يساعد جهود فرنسا في مكافحة الإرهاب. ودعا ساركوزي إلى الإسراع لإيجاد تسوية نهائية لملف الصحراء المغربية، معتبرا أن الحل يجب أن يكون سياسيا في إطار مبادرة الحكم الذاتي. وحول إعلان تنظيم القاعدة بأن مسؤولين فرنسيين كانوا في مفاوضات معه قبل مقتل جيرمانو، نفت وزارة الخارجية الفرنسية أن تكون جهات فرنسية دخلت في مفاوضات مع تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قبل إعدام جيرمانو، قائلة إن "فرنسا لا تعلق على تصريحات الإرهابيين". من جانبها، دعت الولاياتالمتحدةالأمريكية، أول أمس الاثنين، مواطنيها إلى توخي "أقصى درجات الحذر" عند السفر إلى موريتانيا، بسبب زيادة نشاط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي قالت إنه يستهدف الأجانب، مشيرة إلى أن هذا التنظيم الإرهابي "مستمر في إظهار نيته وقدرته على شن هجمات ضد الرعايا الأجانب، بمن فيهم المواطنون الأميركيون". يشار إلى أن موريتانيا وفرنسا نفذتا، الشهر الماضي، عملية عسكرية ضد عناصر القاعدة، التي كانت تحتجز الرهينة الفرنسي، ميشال جيرمانو، في منطقة الساحل والصحراء. ويضم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مقاتلين جزائريين، إضافة إلى عدد قليل من المقاتلين من دول المغرب العربي. ويعتبر التنظيم، حسب المراقبين، من أخطر التنظيمات السلفية المسلحة، ونشأ عن "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية، التي غيرت اسمها، وأعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، بزعامة أسامة بن لادن، سنة 2007. ويتزعم التنظيم الجزائري عبد المالك درودكال، الملقب بأبو مصعب عبد الودود، منذ سنة 2004. وأغلب مقاتلي التنظيم من الجزائريين، ينشطون في الجزائر، ويمتد نفوذهم إلى جنوب الصحراء، كما يتولون تدريب عناصر من دول الجوار، بهدف تحريضهم على تنفيذ عمليات داخل بلدانهم.