رفض البرلمان الاسباني، في جلسة عقدها أول أمس الثلاثاء، مقترحا لمنع النساء من ارتداء البرقع، أو أي لباس إسلامي يخفي الوجه، في الأماكن العمومية، حسب يومية "الموندو" الإسبانية. وتقدم بهذا المقترح الحزب الشعبي المعارض، كمحاولة ل"الدفاع على حقوق المرأة"، غير أن المحللين اعتبروا ذلك بمثابة "خطوة لإضعاف الحكومة الاشتراكية"، التي تواجه مشاكل عديدة من جراء الأزمة الاقتصادية، والبطالة. وأوضحت يومية "الموندو" أن هذا المقترح رفض من قبل 183 صوتا، مقابل 162، مع امتناع عضوين عن التصويت. ويرى الملاحظون الإسبان، حسب المصدر ذاته، أن النقاش حول البرقع يبدو غريبا بعض الشيء في بلد "لا تكثر فيه هذه الظاهرة"، موضحين أنه في إسبانيا يعيش أكثر من 46 مليون نسمة، مليون منهم فقط مسلمون، معظمهم من المغرب والمغرب العربي، حيث البرقع لا يشكل اللباس العادي للمرأة. وفي تصريحات ليومية "الموندو" أفاد منصور إيسكوديرو، رئيس المجلس الإسلامي في إسبانيا، أن آخر مرة رأى فيها امرأة تلبس البرقع في إسبانيا كانت سائحة أجنبية في مدينة ماربيا. وأوضح رئيس المجلس الإسلامي في إسبانيا أن "هذا النقاش استخدم سياسيا من أجل الحصول على دعم في الانتخابات المقبلة". وقال متحدث باسم الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم، في تصريحات ليومية "الموندو"، إن تطبيق قرار منع البرقع من شأنه أن يقيد بعض النساء ويضعهن بين المطرقة والسندان: الخروج إلى الشارع وخرق القانون، أو البقاء سجينات داخل المنزل. ويرى معظم المحللين الإسبان أنه بتقديم مقترح منع البرقع في الأماكن العمومية، يسعى الحزب الشعبي لكسب التأييد بين شريحة من السكان، متضررة من الأزمة الاقتصادية، ولا ترحب بوجود المهاجرين في إسبانيا.