انتهت دورة يوليوز العادية لبلدية مديونة، مساء الجمعة الماضي، بخسائر مادية وبشرية فادحة، إذ دخل أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة المسير للمجلس، وأعضاء عن حزب الاستقلال المعارض..فوضى في الدورة العادية لمجلس البلدي لمديونة (خاص) في مشاداة كلامية وشجار، تسبب في إصابة أحد الحاضرين بجروح بليغة، وأصيبت مستشارة جماعية من حزب الجرار بحالة إغماء، تطلب نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى في مديونة، بضواحي مدينة الدارالبيضاء. ودارت رحى هذه المعركة الدامية، في قاعة الاجتماعات ببلدية مديونة وخارجها، وكادت تتطور للأسوأ، لولا تدخل عناصر الدرك الملكي المحلي والجهوي، وأفراد القوات المساعدة والسلطة المحلية، الذين تمكنوا بصعوبة من إعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي. وساد هدوء نسبي اجتماع المجلس في دورته العادية، قبل أن يتحول إلى ساحة للسب والشتم المتبادل بين أعضاء المجلس، وتحول هذا الأخير إلى حلبة لصراع مفتوح دام حوالي ساعتين، وذهب ضحيته، أحد الحاضرين وإحدى العضوات. وكانت النقطة الثالثة في جدول أعمال الدورة، هي النقطة التي أفاضت الكأس، والمتعلقة بموافقة المجلس البلدي، على ترحيل الحرفيين من ساحة السوق القديم "خميس مديونة" إلى المنطقة الصناعية، إذ حظيت بتدخلات متباينة من قبل المستشارين. ففي الوقت الذي كانت الأغلبية المكونة للمجلس المنتمية إلى حزب الأصالة، تصر على ترحيل الحرفيين إلى منطقة الحي الصناعي، انتفض أحد الحرفيين، قبل أن ينسحب من الاجتماع في حالة غضب، موجها كلامه للمستشارين قائلا "صوتنا عليكم نسحبوكم رجال"، تعبيرا عن غضبه من رغبة الرئيس ومستشاريه، تحويل مكان أنشطة الحرفيين من وسط مديونة إلى خارجها. واعتبر أحد المستشارين من حزب الاستقلال أن منطقة سوق خميس مديونة بالجماعة القروية المجاطية أولاد طالب، هو الفضاء المناسب لاستقبال الحرفيين، على اعتبار أنها منطقة واعدة ستستقبل مشاريع سكنية واستثمارية، ولم يتردد أحد المستشارين، المحسوب على حزب الاستقلال في تشبيه الرئيس ب "الحمار"، وبأنه منعدم التجربة الجماعية، وأنه لا يفقه شيئا. وبعد توقف المعركة وتهدئة النفوس الغاضبة، استُكملت باقي نقط جدول الأعمال في جلسة سرية، إذ عمل قائد المنطقة على إخراج الحضور، ليصوت بالأغلبية على النقطة المتعلقة بتحويل محلات الحرفيين إلى منطقة الحي الصناعي.