أكد النائب الأول لرئيس اللجنة الوطنية للسياسة الخارجية الأمريكية، بيتر بام، أن الصحراويين، الذين يتمكنون من الفرار من مخيمات تندوف، في جنوب غرب الجزائر، من أجل العودة إلى المغرب، يفعلون ذلك مخاطرين بحياتهم، وحياة ذويهم. وقال بام، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، "سمعت، شخصيا، إفادات تتحدث عن المخاطر الكبيرة، التي تواجه الصحراويين، المتلهفين للفرار من ويلات احتجاز لا يطاق، من أجل العودة إلى المغرب"، مشيرا إلى أن هذا "الواقع يكشف غياب حقوق الإنسان، والحريات الأساسية بمخيمات تندوف". وأضاف بيتر بام أن الصحراويين، "الذين يتمكنون من الفرار من الاحتجاز ، ينوبون عن الأغلبية الكبيرة الصامتة، من الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، الذين لا يمكنهم الفرار، خشية تعرض ذويهم لرد فعل انتقامي، من قبل ميليشيات بوليساريو". من جهة أخرى، دعا النائب الأول لرئيس اللجنة الوطنية للسياسة الخارجية الأميركية المجتمع الدولي، إلى الانخراط، بشكل أكبر، في الدفاع عن حقوق المحتجزين في مخيمات تندوف، بدءا من إجراء إحصاء لهم، ما تزال الجزائر تعارضه بشدة. وفي هذا الصدد، ندد العديد من أعضاء الكونغرس، ودوائر التفكير الأميركية، في العديد من المناسبات، بالانتهاكات المفضوحة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف، ودعوا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، إلى العمل على حماية السكان المحتجزين بالمخيمات. ودعوا هذه الهيئة الأممية إلى الوجود بهذه المخيمات "بشكل ملموس"، بهدف ضمان حماية المحتجزين، وحقهم في التنقل بحرية، وأعربوا عن أسفهم "كون المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التي يفترض فيها، فعلا، حماية اللاجئين، تكتفي بالقيام بدور ثانوي، يتمثل في تزويد المخيمات بالغذاء والمستلزمات ". ومن أجل تصحيح هذا الوضع، الذي يساعد على تنامي أنشطة "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الإرهابية، أكد هذا الخبير الأميركي في العلاقات الدولية أن "مخطط الحكم الذاتي المغربي هو الحل الوحيد لتسوية نزاع الصحراء". واعتبر أن "الأغلبية الساحقة من الصحراويين أعلنت، بشكل لا يتطرق إليه الشك، أنها تؤيد خيار الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية"، واستشهد، على ذلك، بالمشاركة المكثفة لسكان الأقاليم الجنوبية، في مختلف الاقتراعات المحلية والوطنية، التي نظمت في السنوات الأخيرة بالمملكة. وأعرب بيتر بام عن أمله في أن "يتمكن المحتجزون بمخيمات تيندوف، بدورهم، من التعبير عن اختياراتهم، ليتمكنوا من الالتحاق بعائلاتهم في المملكة". وبالمقابل، جدد الخبير الأميركي التأكيد على أن خيار الاستقلال لتسوية قضية الصحراء "يسير عكس منطق التاريخ والجيوسياسيا ". وأضاف أن إفريقيا "تواجه المخاطر التي قد تنبثق من أراضيها "، مؤكدا أن "آخر ما يمكن أن تحتاجه هذه القارة هو وجود دولة أخرى، غير قابلة للحياة". وفضح بيتر بام، في هذا الإطار، الطابع "الشمولي" للإيديولوجيا، وللنظام الذي وضعه البوليساريو، منذ ثلاثة عقود، بمخيمات تندوف، حيث "تحول منع حرية التعبير والتحرك إلى نظام للحكم".