أكد محمد الشيخ بيد الله، رئيس حزب الأصالة والمعاصرة، أن "الشعبين الموريتاني والمغربي تجمعهما أواصر قربى ودم ودين وتاريخ مشترك". وقال محمد الشيخ بيد الله، في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح أشغال المؤتمر العادي الأول لحزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم في موريتانيا، الذي بدأ يوم الجمعة الماضي، بنواكشوط، إن حزبي "الأصالة والمعاصرة"، و"الاتحاد من أجل الجمهورية" تجمعهما الكثير من القواسم المشتركة، "أبرزها الرؤية المشتركة لمغرب يسير نحو الحداثة والبناء والتشييد، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، وموريتانيا جديدة تنهض في سبيل رخاء شعبها برئاسة محمد ولد عبد العزيز". وأشار إلى أن الحزبين يواجهان تحديات مشتركة، تتمثل أساسا في العولمة الجارفة التي لا مكان فيها إلا للأقوياء، وقال إن "لدينا من الثوابت والمقومات الثقافية والحضارية، في المغرب وموريتانيا، ما يجعلنا قادرين على مواكبتها من منطلق الحرص على مصالحنا المشتركة". وأضاف رئيس حزب الأصالة والمعاصرة أن "لا أحدا منا يستطيع بمفرده رفع هذه التحديات، لكن أبناء منطقة شمال إفريقيا قادرون على تذليل الصعاب كما فعلوا على مر التاريخ". يذكرأنه إلى جانب محمد الشيخ بيد الله، حضر حفل افتتاح أشغال المؤتمر الأول الحادي لحزب "الاتحاد من الجمهورية"، في موريتانيا، شيبة ماء العينين ممثلا عن حزب الاستقلال. ويعقد حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" مؤتمره العادي الأول تحت شعار "التغيير البناء"، بمشاركة نحو ألف مندوب من مختلف أنحاء موريتانيا وبحضور ممثلين من 24 دولة منها المغرب، الذي يمثله حزب "الأصالة والمعاصرة"، و"حزب الاستقلال". وسيعكف المشاركون في المؤتمر على تبنى النظام الأساسي للحزب، وانتخاب هيئاته القيادية، وهي المجلس الوطني، والمكتب السياسي، والمكتب التنفيذي. ويتوفر الحزب على أغلبية مريحة في مجلسي النواب والشيوخ في موريتانيا تبلغ على التوالي 54 نائبا في الجمعية الوطنية من أصل 95 نائبا، و38 عضوا من أصل 56 في مجلس الشيوخ. وألقى رئيس حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية"، محمد محمود ولد محمد الأمين، كلمة قال فيها إن "ميلاد الاتحاد من أجل الجمهورية، جاء بعد قرابة نصف قرن من التيه السياسي" مرت خلالها البلاد بمراحل شهدت فيها "الأحادية الحزبية"، و"الدكتاتورية العسكرية"، و"التعددية الوهمية"". وأشار إلى أنه "كانت كلمات السر في الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي التقت حولها القوى المؤلفة للاتحاد من أجل الجمهورية، هي التغيير، والإصلاح، والتنمية". وأضاف أن "سمات الجماهيرية، والوسطية، والديمقراطية، والجمهورية" هي الخصائص والمميزات الفارقة التي قام عليها" الاتحاد من أجل الجمهورية، الذي "ينحاز في رؤاه وبرامجه، إلى الفئات التي تعاني الفقر والتهميش ورواسبَ الاسترقاق والعجزَ والإعاقة، ويعمل على انتشالها من الضياع، بترسيخ العدالة الاجتماعية، والتوزيع العادل للثروة الوطنية، والتمييز الإيجابي لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة". وعلى الصعيد الخارجي، طالب رئيس حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في إنهاء مأساة الشعب الفلسطيني، ورفع الحصار عن قطاع غزة". وبخصوض الوضع في القارة الإفريقية، دعا محمد محمود ولد محمد الأمين إلى العمل من أجل "إخراج القارة من التخلف وتوابعه"، والعمل على "حل مشاكل القارة بسواعد إفريقية"، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في إرساء نظام عالمي أكثر إنصافا، وفي إعادة توزيع الثروة بين الشمال والجنوب بشكل أكثر عدالة. وفي موضوع الإرهاب، دعا ولد محمد الأمين إلى اعتماد "خُطة دولية منسقة لمحاربة كل أنواع الإرهاب والتطرف، مهما كان مصدره أو مسوغه، باعتباره خطرا داهما، لا جنسية له ولا دين، يهدد المنظومة البشرية جمعاء".