حجزت عناصر الحرس المدني الإسباني، أخيرا، في إطار عملية أطلق عليها اسم "بحر الجنوب"، طنين و666 كيلوغراما من الكوكايين، وطنا و280 كيلوغراما من الحشيش، في ميناء جزيرة هييرو، بجزر الكناري..عندما كانت باخرة قادمة من أميركا الجنوبية تستعد إلى إفراغ الحمولة، التي كان من المتوقع أن تحمل على ظهر باخرة إسبانية، كانت تستعد للإبحار في اتجاه المغرب، بحسب ما أفادت به مجموعة من الصحف الإسبانية، الصادرة أمس الأحد. وأوضحت المصادر ذاتها، أنه بعد إحباط هذه العملية، التي حجزت خلالها أكبر كمية من المخدرات خلال الأربع سنوات الأخيرة، تأكدت لدى عناصر مكافحة المخدرات، التي ظلت تساورها الشكوك عن وجود طريق جديد، باتت تسلكه مافيات تهريب المخدرات، لتجنب المراقبة. وتابعت المصادر أن الطريق الجديد لتهريب المخدرات، أصبحت ينطلق من الكاريبي، ويمر عبر المغرب، ليصل إلى أوروبا، عبر إسبانيا، وفي بعض الأحيان، إيطاليا. وأفادت التحقيقات مع عناصر الشبكة، التي جرى تفكيكها، أخيرا، في إطار عملية "بحر الجنوب"، أن الأخيرة كانت تخطط لإدخال المخدرات عبر سواحل المغرب، باستخدام قوارب صغيرة وسريعة، كان من المقرر أن تتلقى الحمولة من المركب الشراعي الإسباني في عرض البحر، لتهرب، بعد ذلك، إلى شبه الجزيرة الإيبيرية. وكانت الوكالة الأوروبية "أوروبول" أفادت، في مناسبة سابقة، أنها توصلت إلى معلومات تشير إلى أن المافيات الكولومبية، التي تنشط في تهريب الكوكايين، شرعت في ربط اتصالات مع مافيات مغربية لنقل "الذهب الأبيض" من أميركا اللاتينية إلى المغرب، قصد تسريبه إلى إسبانيا، ومن ثم، إلى باقي القارة الأوروبية. وأضافت الوكالة، في تقرير لها حول الجريمة المنظمة، نشرته أخيرا، أن دخول المغرب في بانوراما تهريب الكوكايين من شأنه أن يساعد المافيات على تجنب الطرق الكلاسيكية، التي تربط بين أميركا الجنوبية وأوروبا مباشرة، والتي أصبحت تعرف تشديدا في المراقبة. وتوقع المصدر ذاته، أن يصبح مضيق جبل طارق، الذي يعتبر أحد أهم نقط العبور بالنسبة إلى المهاجرين غير الشرعيين الباحثين عن الحلم الأوروبي، ومسلكا لترويج القنب الهندي، أحد المسارات الأساسية لتجارة الكوكايين.