تنطلق اليوم الجمعة، فعاليات "المونديال الأسمر" الذي يجري للمرة الأولى في التاريخ، ببلد إفريقي، خلال الفترة من 11 يونيو الجاري إلى 11 يوليوز المقبل.ويقص منتخب البلد المضيف، جنوب إفريقيا، شريط افتتاح المونديال رقم 19، عندما يواجه المكسيك، في ملعب سوكر سيتي، في الثالثة ظهرا، قبل أن يواجه المنتخب الفرنسي الأوروغواي في السابعة والنصف، بملعب غرين بوينت. جنوب إفريقيا –المكسيك لن تكون مواجهة جنوب إفريقيا للمكسيك سهلة، خصوصا بالنسبة للبلد المضيف، الذي تشير جميع التوقعات إلى إمكانية إقصائه من الدور الأول. لم يخفق أي من منتخبات الدول المضيفة في عبور الدور الأول بجميع البطولات ال 18 السابقة لكأس العالم لكرة القدم، ولكن هذا السجل يبدو مهددا بالفعل في ما يتعلق بمصير منتخب جنوب إفريقي. ويشعر لاعبو بافانا بافانا بالمسؤولية الكبيرة الموضوعة على عاتقهم، وهو ما أكده البرازيلي، كارلوس ألبرتو باريرا، مدرب المنتخب، إذ قال في تصريح صحفي "لو أنكم سألتموني قبل خمسة أشهر إذا ما كنا مستعدين، لكنت أجبت بالنفي، وبأنه ما زال أمامنا وقت طويل، قبل بلوغ الهدف المنشود. أما اليوم، فأنا سعيد للتطور الذي وصلنا إليه ونحن الآن على أتم الاستعداد للمهمة التي تنتظرنا". من جهته، قال حارس مرمى منتخب جنوب إفريقيا تومولينع كوني، إن منتخب بلاده مستعد للقاء نظيره المكسيكي في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم 2010. وقال كوني "سيلعب مشجعونا دورهم. نحن لا نسعى لتحقيق التعادل، وإنما نريد حصد ثلاث نقاط بالفوز في المباراة وتحقيق انطلاقة جيدة". وأضاف حارس مرمى فريق كايزر شيفز في مؤتمر صحفي في جوهانسبرغ "إننا مستعدون لإظهار قدراتنا أمام بلادنا، والعالم". وأوضح كوني أنه وأصدقاءه لا ينشغلون بشكل كبير بالفريق المنافس ولكن "نحن نركز على أنفسنا، وليس على المنافسين أو الأفراد". ويشهد المنتخب الجنوب إفريقي تغييرات كبيرة بعدد سلسلة النتائج الجيدة التي حققها المنتخب في المباريات الودية إذ حافظ الفريق على سجله خاليا من الهزائم في 12 مباراة متتالية ، وقد تغلب على نظيره الدنماركي 1/صفر. من جهتهم، يعتزم لاعبو المنتخب المكسيكي إفساد الحفلة التي يشهدها ملعب سوكر سيتي، والتي سيكون فيها المنتخب الأخضر هو أول تحدٍ أمام نظيره الجنوب إفريقي في المباراة الافتتاحية لنهائيات كأس العالم. وقال كارلوس فيلا، مهاجم نادي أرسنال الإنجليزي، "إن المباراة ستكون فرصة كبيرة بالنسبة لنا كي نقدم أداء ًحسناً، ونفوز بأولى مبارياتنا في منافسات كأس العالم، ونحن الآن نبذل قصارى جهدنا لنحقق ذلك". حصد المنتخب المكسيكي تحت قيادة أجيري نتائج تتأرجح بين الإيجابي والسلبي خلال المباريات التي خاضها استعداداً للمونديال الإفريقي، فقد مني بالهزيمة أمام المنتخبين الإنجليزي والهولندي، وحقق فوزين متتاليين أمام منتخبي تشيلي وأنغولا اللذين لم يتمكنا من حجز بطاقة التأهل إلى المحفل الكروي العالمي، في المقابل أطاح ببطل العالم المنتخب الإيطالي. واعتمد المنتخب المكسيكي على عقلية لا ترضي عن الفوز بديلاً، ويأمل أن تسعفه في ضمان تأهله عن المجموعة الأولى، التي تضم أيضاً منتخبي فرنسا وأوروغواي، بالإضافة إلى منتخب البلد المضيف، ولعل ما يعزز من حظوظ هذا المنتخب في التأهل عن هذه المجموعة القوية، هو اعتماده على مزيج متجانسٍ من اللاعبين الشباب والموهوبين من أمثال فيلا وجييرمو أوتشوا وأندريس جواردادو وجيوفاني دوس سانتوس، ولاعبين متمرسين مثل رافاييل ماركيز وكواوتيموك بلانكو. فرنسا – أوروغواي يسعى منتخب أوروغواي لكرة القدم، خلال مواجهته وصيف بطل العالم، المنتخب الفرنسي، إلى استعادة ميراثه الكروي المفقود. ويعلم المدرب أوسكار تاباريز جيدا إمكانيات كرة القدم في أوروغواي ولذلك يرغب في الاعتماد على نقاط قوتها لتقديم عروض راقية في مونديال 2010 . على مدار العقود الأربعة الماضية، تغير العالم وتغيرت كرة القدم. دخلت عناصر عديدة في تحديد شكل المنافسة بالبطولات الدولية. ومع صعوبة الفوز بلقب البطولة، يرغب منتخب أوروغواي فقط في أن يقدم بطولة جيدة. توج منتخب أوروغواي بلقب كأس العالم عامي 1930 في أوروغواي و1950 في البرازيل كما أحرز الميدالية الذهبية للعبة في دورتي الألعاب الأولمبيتين عامي 1924 في باريس و1928 في أمستردام لكنه لم يقدم ما يستحق ذكره في بطولات كأس العالم على مدار الأربعين عاما الماضية، وستكون مباراة اليوم فرصة لمنتخب الأوروغواي، لتحقيق أول خطوة، سيما أمام منتخب فرنسا الجريح. يرجع تاريخ آخر لقاء بين الفريقين إلى نهائيات كأس العالم عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وانتهى بالتعادل السلبي. وغادر وقتها منتخب فرنسا من المونديال بعد خسارته أمام الدانمرك في المباراة الأخيرة من الدور الأول. في كأس العالم 2006، استطاعت فرنسا الوصول إلى النهائي رغم كل مساوئ دومينيك، الناخب الوطني، بسبب وجود لاعبين عظام في الملعب، استطاعوا انتزاع أفضل النتائج الممكنة في ظل التحفظ الدفاعي والأخطاء التكتيكية للمدير الفني. فبدءا من ليليان تورام وويلي سانيول في خط الدفاع، مرورا بباتريك فييرا وزين الدين زيدان في الوسط، إلى تييري هنري وتريزيجيه في الهجوم .. كان الفريق متماسكا رغم بدايته الصعبة، واستطاع إقصاء فرق كبيرة مثل إسبانيا والبرازيل والبرتغال والتعادل مع إيطاليا، وصولا إلى ركلات الترجيح في النهائي. لكن الجيل الحالي لا يمتلك من الأسماء الرنانة في التشكيل الأساسي سوى فرانك ريبيري ونيكولا أنيلكا فقط. الأول يمر بفترة هبوط حاد في المستوى منذ إعلان تورطه في فضيحة أخلاقية ضمت عددا من اللاعبين الفرنسيين والثاني لم يقدم أبدا مع المنتخب مستواه في الأندية التي لعب لها. الأزمة الكبرى التي يعانيها الديوك في الملعب أيضا تتمثل في غياب صانع ألعاب صريح، وهو شرط أساسي لتفوق أي منتخب فرنسي عبر التاريخ، ما دفع العديد من المهتمين لتوقع خروج مبكر للديكة. الفرنسيون يضعون آمالهم على جوركوف صانع ألعاب بوردو للقيام بدور "زيزو" في جنوب إفريقيا خاصة مع التشابه الشديد في أسلوب لعبهما.