ووري الثرى، بعد صلاة عصر، أول أمس الاثنين، بمدينة طنجة، جثمان الفقيه الحسن بن الصديق، الذي وافته المنية، أول أمس بالرباط، عن سن يناهز 85 عاما.جرت مراسم الجنازة في موكب مهيب، تقدمه أفراد أسرة الفقيد، وعدد من الشخصيات، على رأسهم الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف، ورؤساء المجالس العلمية المحلية بجهة طنجة تطوان، ومجموعة من علماء وأعلام مدينة طنجة. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس بعث ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة الراحل الحسن بن الصديق، أعرب لهم فيها جلالته، ومن خلالهم إلى كافة ذويه وأحبائه وعارفيه من العلماء والفقهاء بالمملكة، عن أحر التعازي، وأصدق مشاعر المواساة، سائلا جلالته الله العلي القدير أن يثيب الفقيد المبرور عما أسدى لدينه ووطنه وأمته من خدمات جلى، تعليما وتوجيها وتدريسا وإفتاء، بصدق وكفاية، وفقه ودراية، في وفاء للبيعة الخالدة لأمير المؤمنين، وإخلاص للعرش العلوي المجيد، وتشبث بثوابت الأمة ومقدساتها. ومما جاء في البرقية "وإننا لنستحضر، بكل تقدير، ما ساهم به الفقيد الكبير من إغناء الفضاء الديني ببلادنا، من تنوير وتوجيه وتعليم، بنشر العلوم الإسلامية، والتعريف بسماحة ديننا الحنيف ووسطيته، وترسيخ المذهب المالكي، والعقيدة الأشعرية، سواء كعضو بالمجلس العلمي الأعلى، أو كرئيس للمجلس العلمي المحلي بطنجة، أو كمرشد تربوي بإذاعة طنجة، أو كمدرس بزاوية والده وبمعهد الجامع الأعظم بهذه المدينة الأثيرة لدى جلالتنا، التي أنجبت فطاحل العلماء الأجلاء، والتي ستظل رمزا خالدا للنبوغ المغربي، وللتأصيل للهوية المغربية الإسلامية المتميزة باعتدالها". وأكد جلالة الملك أن الفقيد "كان مفتيا متمكنا ومرشدا واسع الأفق بالمعهد الإسلامي ببلجيكا، وفي غيره من المساجد بهولندا على امتداد عقود من حياته الحافلة، التي توجها بالمشاركة في الدروس الحسنية بين يدي والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني أكرم الله مثواه، وبنيله، عن جدارة واستحقاق لجائزة محمد السادس للدراسات الإسلامية، التي دأبنا على تسليمها للعلماء الكبار ببلادنا ممن قدموا الأعمال العلمية الدينية الجليلة". وبهذه المناسبة الأليمة، أكد محمد يسف، في تصريح للصحافة، على أن المغرب فقد أحد كبار علمائه، مبرزا أن الفقيد كان "رجلا مثاليا في سلوكه وعلمه، وكان رائدا كبيرا في المعرفة والثقافة الإسلامية، بصفة عامة، ولاسيما في علم الحديث".