حول آلاف المواطنين، أمس الأحد بالرباط، ساحة البريد قرب مقر البرلمان، إلى محكمة شعبية لإدانة إسرائيل على مهاجمتها أسطول الحرية، فجر الاثنين الماضي في عرض سواحل غزة المحاصرة.(سوري) وطالبت الجماهير على امتداد أربع ساعات، بخروج الجنود العربية من الثكنات وشد الرحيل لتحرير الأرض المقدسة من تدنيس الصهاينة، وفك الحصار على غزة، وتدارك سياسة تل أبيب في تهويد مدينة القدس الشريف. واعتبر آلاف المحتشدين أمام قبة البرلمان أن جريمة إسرائيل ضد أسطول الحرية مكتملة الأركان، وأن المجتمع الدولي بات أمام فرصة حقيقية ل "لجم" حماقات إسرائيل ضد القيم الإنسانية، ومقومات السلام في المنطقة العربية. وأكدت الجماهير أن خير عقاب يمكن أن يسقط على قفا إسرائيل هو استجابة الحكام العرب لمطالب شعوبهم في وقف التطبيع، وسحب المبادرة العربية للسلام، واستعمال سلاح النفط مقابل قيام دولة فلسطين. وكاد التزاحم الكبير الذي واكب التحاق كوكبة قيادات الأحزاب السياسية برأس مسيرة الغضب بالرباط، أن يطبق على أنفاس قادة أحزاب الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية وجبهة القوى والعدالة والتنمية والاستقلال والأحرار. وخرج هؤلاء القادة الذين من بينهم وزراء حاليون وسابقون، ومسؤولون في الدولة كثورية جبران، وصلاح الدين مزوار، وامحند العنصر، وعبد الواحد الراضي ونبيل بنعبد الله وإدريس لشكر، من عنق الزجاجة بسبب ضعف تدبير المسيرة. وقال عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب، والكاتب الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي في تصريح ل " المغربية"، إن "مسيرة الرباط هي خطوة تضامنية ليست بالجديدة مع الشعب الفلسطيني، وإن المنتظم الدولي بات أمام جريمة قائمة الذات ضد أسطول الحرية، الذي ينشد القيم الإنسانية وعليه أن يقول كلمة حق". وقال أحمد التهامي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، "الأحزاب المغربية كما جرت العادة متوحدة مع موقف الجماهير في نصرة القضية الفلسطنية، وإن البرلمان المغربي ينسق مع البرلمانات العربية ليتخذ موقفا موحدا إزاء جريمة إسرائيل ضد أسطول الحرية". ويرى لحبيب الطالب، منظر اليسار المغربي، الذي ارتبط بالقضية الفلسطينية منذ النكبة إلى اليوم أن "الذين قالوا إن القضية، ذهبت وانتهت عليهم أن يترقبوا تطوراتها اليوم وفي المستقبل القريب". وأضاف الطالب، الذي يشكل أحد الكوادر القيادية بحزب الاتحاد الاشتراكي ل "المغربية"، "على الأحزاب أن تعيد ترتيب علاقتها بالقضية، وأن تضعها في قائمة جدول أعمالها في كل اجتماع". وحمل المتظاهرون أعلام المغرب، وفلسطين، وتركيا، التي رددوا شعارات تمجد موقف رئيسها، محمد طيب رجب أردوغان، الذي قتلت إسرائيل عددا من مواطني بلده في هجومها الهمجي على أسطول الحرية. ونجحت مسيرة الرباط، التي تجندت لها السلطات المحلية لضبط الأمن العمومي، في توحيد اليساريين، والإسلاميين، والمعتدلين، والمثقفين، والرياضيين، واتضح ذلك بعناق حار بين إدريس لشكر، القيادي الاتحادي، وفتح الله أرسلان، القيادي بجماعة العدل والإحسان المحظورة.