حينما يتحقق التميز أحيانا, "لا نتردد دوما في اعتباره شأنا نوعيا في ماهيته", لكن حينما يكون مغربيا أصيلا بامتياز وخارج الحدود, فذاك مبعث فخر واعتزاز. يوسف التسوري, واحد من مغاربة العالم, الذين صنعوا لأنفسهم مسارا مهنيا متميزا, فهو صحافي متمرس يتولى رئاسة تحرير قطاع الأخبار بقناة (إم بي سي) بدبي, أغوته مهنة المتاعب حتى النخاع, واستهواه التألق, يدرك حتما أن المثابرة والاجتهاد هما سر النجاح وإثبات الذات. + التدرج في المسؤولية: أول الغيث قطرة ... + يوسف الذي عشق مهنة الصحافة في سن مبكرة, يتطلع, ما وسعه الأمر, إلى أن يكون صحافيا يحمل هموم جيله ووطنه وإعلاميا مسؤولا, يبحث قبل كل شيء عن المعلومة الصحيحة والسليمة قبل حبكها بقالب صحفي مهني وتحمل مسؤولية بثها. عندما تولى قبل سنوات رئاسة تحرير قطاع الأخبار بمحطة (إم بي سي), كان يدرك حتما أن مهمته لن تكون سهلة: كم هائل من الأخبار والأنباء العالمية التي ترد من هنا وهناك, وسيل عارم من الأحداث التي تطرأ في الوطن العربي, لكنه يسعى بترو وبحث متزايد عن الموضوعية, يعالج تلك الأنباء بحس مهني محايد بعيدا عن الابتذال والتموقع غير المحسوب. ولا يألو جهدا في متابعة كل دقيقة وصغيرة تطرأ في العالم, وتناولها بطريقة تتجاوب مع انتظارات المشاهد العربي, جعل من النشرة الرئيسية للمحطة فضاء ينفتح من خلالها المتلقى العربي على أشجانه وهمومه . في مكتبه بالطابق الرابع بمبنى (الإم بي سي غروب), بمدينة دبي للإعلام, والذي يضم مقار قناة (العربية) و(الإم بي سي), و(إذاعة إم بي سي إ.ف.م) وقناة (وناسة), يطالع يوسف, ابن مدينة طنجة العالية, والصحافي السابق بإذاعة البحر الأبيض المتوسط (ميدي1 ) , كل صباح مختلف وكالات الأنباء العالمية, بما فيها وكالات الصور الإخبارية, والبرامج الأخبارية الأنغلوساكسونية بالخصوص, من أجل أخذ صورة دقيقة عن مستجدات الأحداث العالمية ومعالجتها بطريقة تتجاوب مع الخط التحريري للقناة. "لا يهدأ له بال", بشهادات زملائه على الغفيلي وعلا الفارس وجوزيف مشهور لوكالة المغرب العربي للأنباء "حتى تذاع النشرة الرئيسية" على الساعة العاشرة ليلا بتوقيت الإمارات. يعشق التحقيقات الصحفية التي طالما أبدع فيها حينما كان يشتغل مذيعا في القناة, والتي جعلته محط أنظار باقي زملائه المغاربة والعرب, بفضل جهده الشخصي الدؤوب والذي ينال من خلاله ثقتهم واحترامهم. +رئاسة التحرير : إكراهات متزايدة+ يقول يوسف التسوري, الذي تدرج في المواقع من مراسل متنقل إلى مقدم أخبار إلى رئيس تحرير قسم الأخبار, إن "منطقتنا العربية تشهد نسبة كبيرة من مجموع الأزمات التي يعيشها العالم, فمن أزمة الشرق الأوسط إلى أزمة اليمن ودارفور بالسودان ثم قضايا المغرب العربي دون أن ننسى الجبهة الإيرانية وكلها ملفات تطرح نفسها بإلحاح على أي صحفي يشغل منصب رئيس تحرير في مؤسسة تريد أن تحافظ على إشعاعها عربيا ودوليا". وأشار إلى أن "عدم التعاطي مع أحد تلك الملفات يؤول في الغالب على أنه موقف للقناة من هذه القضية أو تلك, وبالتالي فمسؤولية اختيار المواضيع وطريقة معالجتها تتطلب فضلا عن المهنية, الإلمام الجيد بتلك القضايا, بخلفياتها وأيضا بأبعادها وسيناريوهاتها المحتملة". وإلى جانب المواضيع الأخبارية, يكتسي الجانب الإنساني شقا مهما عند الإشراف على قاعة تحرير تحتضن صحافيين عربا من جنسيات مختلفة...