عبر العديد من السينمائيين الأجانب، منتجين ومخرجين، خلال زيارتهم للرواق المغربي، المنظم في إطار المهرجان الدولي للسينما ب "كان" في دورته 63، التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 23 ماي الجاري، عن رغبتهم في الاستفادة من فرص تصوير أفلامهم في المغرب.نورالدين الصايل ت:كرتوش ويهدف الرواق المغربي المقام على مساحة 50 مترا مربعا داخل القرية الدولية، غير بعيد عن قصر المهرجان، الذي يحتضن عرض الأفلام، إلى تطوير الإنتاج والصناعة السينمائية المغربية. وفي هذا السياق، قال نور الدين الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي، إن الرواق المغربي بالمهرجان الدولي للسينما ب"كان" يعتبر "مكسبا للسينما الوطنية" و"جسرا نحو السوق الأوروبية بشكل رئيسي"، موضحا أن هذا الرواق "قدم خدمة كبيرة للسينما المغربية، سواء على مستوى السمعة، التي أضحت تتمتع بها هذه السينما على المستوى العالمي، أو وضوح الرؤية، وكذا على مستوى تطور الاتصالات مع المهنيين الدوليين والأوروبيين وخاصة الموزعين والقنوات التلفزية والمنتجين". وأبرز الصايل، الذي يشغل كذلك منصب رئيس لجنة الفيلم بورزازات، التي تنشط الرواق المغربي إلى جانب المركز السينمائي المغربي، أن المشاركة المغربية تشكل فرصة للمهنيين الوطنيين وخاصة المنتجين "لإبراز وبيع إنتاجاتهم، وكذا فتح القنوات الضرورية مع نظرائهم في المهرجان من أجل القيام بإنتاجات مشتركة"، موضحا أن المركز السينمائي المغربي، ولجنة الفيلم بورزازات يسعيان إلى أن يجعلا من الرواق المغربي أرضية لوضع المنتوج السينمائي المغربي والإطار المغربي للسينما ك"فضاء في متناول الإنتاج العالمي". وأكد الصايل أن مردودية الرواق المغربي "تحققت بالفعل" مقارنة مع الأهداف، التي سطرت له، مضيفا أن "ذلك يعد استثمارا في الوقت، واستباقا"، مشيرا إلى أن عددا من المهنيين على الصعيد الدولي، بمن فيهم 12 منتجا بريطانيا، أعربوا خلال هذه الدورة عن عزمهم الدخول في إنتاجات مشتركة أو التصوير بالمغرب، "وهو أمر نادر بالنسبة لبلد عربي". وفي المنحى ذاته، نوه المنتج السينمائي التونسي، نائب رئيس الغرفة النقابية لمنتجي الأفلام بتونس، لطفي العيوني، بالمنجزات التي حققها المغرب في قطاع السينما سواء على مستوى التنظيم أو القدرة على استقطاب تصوير الأفلام الأجنبية. وقال العيوني، الذي يرأس البعثة السينمائية التونسية المشاركة في الدورة الحالية لمهرجان (كان)، في تصريح لصحيفة (الصريح) التونسية، إن المغرب يتوفر على هيكلة سينمائية متطورة، تتمثل أساسا في المركز السينمائي المغربي، مشيرا إلى أن الغرفة سبق لها أن طالبت بإحداث مثل هذا المركز، كي يشكل الجهاز المنظم للقطاع السمعي البصري في تونس. وأضاف العيوني أن المركز السينمائي المغربي يتوفر على الإمكانات والصلاحيات، التي سمحت له بتنظيم القطاع ومراقبة تنفيذ القوانين وتيسير إجراءات التصوير لكل الأفلام المغربية والأجنبية. واعتبر أن وجود المركز السينمائي المغربي، هو الذي منح السينما المغربية "بعدا آخر"، مضيفا أن "الأشقاء المغاربة تجاوزونا في هذا الميدان بعد أن كانت تونس أيام قرطاج السينمائية المرجع والنموذج بالنسبة إليهم". من جهته، قال عبد الرزاق الزيتوني، مدير لجنة ورزازات للفيلم، المحدثة في 2008 بمبادرة من المركز السينمائي المغربي والمجلس الجهوي لسوس - ماسة- درعة، بهدف تطوير الجهة من الناحية السينمائية وتيسير استقبال التصوير بورزازات، إن "مخطط العمل 2010 للجنة من أجل تنمية الصناعة السينمائية يندرج في هذا السياق". وأوضح الزيتوني أن هذا المخطط يتمحور حول التواصل والتحفيز وتطوير مفهوم "وان ستوب شوب"، الذي يقوم على تجميع مجموع أصناف المهن المرتبطة بالسينما داخل الجهة، بغية تخفيض تكلفة التصوير وتعداد الكفاءات والتكوين، علاوة على إحداث البنيات التحتية المرتبطة بالتصوير ومتابعة نظام التحفيز المادي. ويقدم زوار الرواق، الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي ولجنة ورزازات للفيلم، منذ سنة 2006 ،عدة توضيحات تهم تطور السينما الوطنية وآخر الأفلام المنجزة، وكذا إمكانيات التصوير في المغرب، من خلال التعريف بالمناظر الطبيعية، التي يتوفر عليها المغرب، وتقديم توضيحات ضافية حول التسهيلات الإدارية، والتقنيين السينمائيين المغاربة، الذين يتمتعون بمستوى عال من الحرفية. (و م ع)