التحقت، أخيرا، بأرض الوطن، مجموعة جديدة تتكون من 35 مواطنا صحراويا، ضمنهم طفل عمره 14 سنة، واضعة بذلك حدا لسنوات البؤس والحرمان بمخيمات تندوف جنوبالجزائر. وقال محمد صالح ولد خطري محمود (32 سنة)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه التحق ببلده المغرب، بعدما انسدت أمامه آفاق المستقبل بمخيمات تندوف، التي يعيش المحتجزون داخلها ظروفا مأساوية. وأضاف أن هؤلاء المحتجزين تحذوهم الرغبة في العودة إلى وطنهم الأم، ويتحينون الفرصة لتحقيق هذا الحلم. من جهته، قال الحنفي ولد احمد (24 سنة) إنه عاد إلى بلده لبناء مستقبله، معبرا عن الأمل في أن يتمكن باقي المحتجزون من الالتحاق بدورهم بوطنهم، من أجل لم شملهم بعائلاتهم وذويهم. وأبرز بو دربالة ابك أن أفراد العائلة، الذين استبشروا بالتحاق ابن أخيه، الحنفي ولد أحمد، يتطلعون إلى التحاق والديه به بأرض الوطن. وبعودة أفراد هذه المجموعة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و50 سنة إلى أرض الوطن، بلغ عدد الأشخاص الذين فروا من جحيم مخيمات تندوف، منذ 25 مارس الماضي، إلى 296 شخصا، ضمنهم 51 امرأة و28 طفلا. تجدر الإشارة إلى أن الصحراويين والصحراويات، أطفالا وشبابا وشيوخا، ضاقوا ذرعا بالجحيم، الذي فرضته عليه جبهة بوليساريو بدعم الجيش والاستخبارات الجزائرية، وأصبح الحل الوحيد بالنسبة إليهم هو الهروب من المخيمات، إذ سجلت حملة الرجوع إلى أرض الوطن ارتفاعا، خلال الأيام الماضية، ووصل خلال شهر مارس الماضي، ما لا يقل عن 225 صحراويا إلى مدينة العيون، و205 آخرين إلى جهة واد الذهب- لكويرة، في مجموعات تضم بين 20 و45 شخصا، فارين من مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري. ويشير العائدون إلى أن معاناة الأسر بهذه المخيمات، تتفاقم بسبب ترحيل أبنائها قسرا إلى بعض الدول، داعين المنظمات الدولية إلى الضغط على الجزائر و(البوليساريو) لقبول إجراء إحصاء لسكان هذه المخيمات، مجمعين على حقيقة أساسية وهي أن "جبهة بوليساريو" مجرد "وهم"، وأن قياديها بمثابة "انتهازيين" يتاجرون في معاناة المحتجزين، تحت حراب العسكر الجزائري.