فيما كان الرأي العام الفرنسي منشغلا بقضية تورط عدد من نجوم المنتخب الفرنسي لكرة القدم في الفضيحة الجنسية، التي كانت بطلتها عاهرة مغاربية قاصرة، كانت رقية بنشامة، أرملة محارب مغربي سابق بالجيش الفرنسي، تتعرض للطرد "التعسفي"، من طرف السلطات الفرنسية. وتعود أحداث هذه القضية إلى 14 من أبريل الجاري، عندما جرى إيقاف رقية، البالغة من العمر 63 سنة، في منزل ابنها، الفرنسي الجنسية، بمدينة "بلفورت"، حوالي السادسة صباحا، بدعوى إقامتها غير الشرعية، ليجري حجزها في مركز الاعتقال الإداري، ببلدة "جيسبولشيم"، الواقعة على بعد 12 كيلومترا جنوب مدينة "ستراسبوغ". وفي 24 من الشهر نفسه، سعت السلطات الفرنسية إلى نقل رقية بنشامة على متن طائرة متجهة نحو المغرب، لكن المحاولة باءت بالفشل، بسبب رفضها الصعود. وفي اليوم الموالي، زار الابن مركز الاعتقال، ليطمئن على صحة والدته المريضة، لكن مفاجأة غير سارة كانت في انتظاره، إذ علم أن أمه المسنة نُقلت، قبل ساعات قليلة، إلى وجهة مجهولة، ليتصل فورا بولاية "بلفورت" لاستقصاء الأمر، لكن مسؤولة هناك، طلبت منه معاودة الاتصال في الثالثة والنصف بعد الظهر، وهي ساعة انطلاق رحلة جوية من مطار"بال مولهاوس" إلى مدينة مراكش. هرول الابن المصدوم نحو المطار، لكنه لم يجد أثرا لوالدته، لا في المطار، ولا على متن الطائرة. بعد إعادة الاتصال بالولاية، علم الابن أن السلطات الفرنسية اصطحبت أمه إلى مدينة "سيت"، ليجري وضعها بالقوة في سفينة متجهة صوب مدينة طنجة، في رحلة تستغرق 36 ساعة. عندما اتصل الابن بمديرة مكتب والي "بلفورت"، ردت عليه ابالقول إن رقية بنشامة، التي "قدمت لفرنسا بتأشيرة سياحية، مدتها شهران، أجبرت على مغادرة التراب الفرنسي، بعد رفض تمديد إقامتها". وأكدت المديرة، أيضا، عدم علمها بالملف، الذي يتضمن طلب "المعاش"، الذي قدمته أرملة المحارب السابق تحت اللواء الفرنسي، خلال الحرب العالمية الثانية، والذي توفي سنة 1998. ورفضت المديرة المذكورة الحديث عن وسيلة النقل، التي غادرت بها رقية بنشامة فرنسا، والمكان الذي قصدته. من جهته، أكد الابن أن أمه كانت "شرعت في إنجاز الوثائق اللازمة المتعلقة باستفادتها من معاش زوجها المتوفى، وأنها قدمت إلى فرنسا للتسريع من وتيرة هذه الإجراءات"، ولم يتبق، حسب رواية الابن، سوى بيان الهوية البنكية لإكمال الملف". رقية بنشامة، التي تعاني مرض السكري، ومشاكل خطيرة في الأسنان، لم تتناول وجباتها الغذائية بالشكل المطلوب، منذ وضعها بمركز الاعتقال، وكذا خلال رحلتها القسرية نحو طنجة، علما أنها لم تكن تحمل نقودا، تضمن لها التنقل من ميناء طنجة نحو ضواحي الرباط، حيث يوجد منزلها.