متسابقات تتراوح أعمارهن ما بين 24 و 56 سنة، يسابقن الرياح ويتسلقن الجبال بسيارتهن العجيبة منها الرباعية الدفع والسيارات الخفيفة.مشاركات يحتفون بالنجاح (خاص) رغم تعطل سيارتهن فإنهن يواصلن السير بروح رياضية وعلى أنغام موسيقية... حتى الفنانات شاركن في الرالي النسوي وأظهرن براعتهن في القيادة، كما هو الشأن في التمثيل، ومن بين تلك الفنانات مثل أمل صقر، التي تشارك لثاني مرة في الرالي النسوي... ونفيسة بن شهدة، بطلة مسلسل القضية الذي اشتهرت فيه بدور الضابطة حجامي، إذ شاركت كمساعدة للفنانة أمل صقر، طيلة السباق. "واش أنا دزت من هاذ الطريق"، "غامرنا في طريق إيموزار وحتى في معرجات أزود"، و "الحمد لله الطبيعة نساتنا الخوف"، هذه العبارات رددتها المشاركات في الرالي النسوي الدولي المغاربي، الذي الذي نظمته الجمعية المغاربية لسباق السيارات، بتنسيق مع "رالي بول بوزيشن" في نسخته الرابعة، تحت الرعاية السامية للأميرة للامريم وبمساهمة مجموعة من الشركات، رددنها بعد انتهاء كل مرحلة من مراحل السباق. مغامرة لم تمنع وعرة المسالك وصعوبة الجبال والمنعرجات، التي مر منها الرالي النسوي الدولي المغاربي (رالي الجنوب) النساء المشاركات من السياقة والتنافس، للظفر بنتائج إيجابية، خلال جميع مراحل السباق. متسابقات تتراوح أعمارهن ما بين 24 و 56 سنة يسابقن الرياح ويتسلقن الجبال بسيارتهن العجيبة، منها الرباعية الدفع والسيارات الخفيفة، فرغم تعطل سيارتهن، فإنهن يواصلن السير بروح رياضية، وعلى أنغام موسيقية. تقول فاطمة عبيد (مساعدة سائقة تونسية)، وعضوة بجمعية "أمزا"، "إن الرالي كان مغامرة بالنسبة للسيدات اللواتي شاركن لأول مرة، لأن المسار كان صعبا، مضيفة أنه رغم وعورة المسالك والمنعرجات، وجدن الحماية والوقاية من طرف الطاقم المنظم بالجمعية المغاربية لسباق السيارات". أكدت عبيد أنه، رغم الخوف الذي تملك المتسابقات في المنعرجات الجبلية، استطعن مواصلة السير، خاصة أن سحر وجمال الطبيعة بدد كل المخاوف. أما حنان عمدوني (سائقة) من تونس ومشاركة لأول مرة في الرالي النسوي الدولي المغاربي فعبرت عن روح المنافسة في السباق، رغم أن حنان أغمي عليها في إحدى مراحل السباق، بسبب معاناتها داء السكري، لكن استطاعت التغلب على كل الصعاب ومواصلة السير بمساعدة فاطمة عبيد. أكدت عمدوني ل "المغربية" أن طبيعة المغرب وجباله الشاهقة أنستها وعرة المسالك ومخاطر الطريق، معبرة عن إعجابها بكرم سكان مناطق المغرب. من جهتها قالت ثرية عرفات، ممرضة، (مشاركة لثالث مرة)، "سبق أن شاركت في الرالي النسوي الدولي المغاربي لكن لم تكن المسالك بهذه الخطورة، في هذه الدورة، المسالك كانت كلها صعبة وتملك الجميع الخوف، والحمد لله، لم يقع أي مشكل، وكل الأمور مرت على خير، لن أنسى سحر الطبيعة الخلابة". وأضافت ثرية أنه مخاطر المنعرجات والطرقات، ستظل هي المشاركة في الرالي النسوي، من أجل تغيير المناخ وروتين العمل، وخلق علاقات جديدة واكتشاف عدة مناطق سياحية. أما حنان مورشيد (طبيبة) الفائزة في الرالي النسوي الدولي في دورته الرابعة، صنف سيارات الرباعيات الدفع "الكاطاط"، و(مشاركة لثالث مرة)، فأكدت أن هذا الرالي كان صعبا جدا ، لطول المسافات التي قطعتها المتسابقات، مشيرة إلى أنه لو لم يكن هناك دليل (ريد بوك) يحدد الطرقات والأماكن التي سيمر منها الرالي، لما وصلن إلى تلك الأماكن. كانت مورشيد تتغلب على الخوف وطول المسافات بترديد أغاني كل من ليلى مراد وفيروز واسمهان وعبد الهادي بلخياط، والراحل محمد الحياني. رددت مورشيد في الأخير "الحمد لله لم تكن هناك أعطاب وحوادث طيلة مراحل السباق". " وجدت راحتي في هذا السباق، رغم مخاطر الطريق"، هذا ما قالته سليمة وعزيزي، (سائقة لأول مرة)، ممولة حفلات من الرباط، متمنية أن ينظم رالي أصعب بكثير من هذا الأخير. ورددت بصوت دافئ "خلال ثلاثة أيام تعلمت الكثير وأضفت إلى رصيدي أشياء جديدة، وتعرفت على أصدقاء جدد، سأواصل المشاركة في الراليات المقبلة"، الشيء ذاته أكدته سمية هكو (مشاركة لأول مرة)، مضيفة "كانت مغامرة رائعة جدا اكتشفت من خلالها المغرب الحقيقي وجمال طبيعته". وقالت هكو إنها، من خلال المشاركة في الرالي خرجت عن المألوف واستطاعت الانسجام مع جميع المتسابقات، وتولدت لديها فكرة الاستمرار في المشاركة في أي رالي تنظمه الجمعية المغاربية الدولية لسباق السيارات. فنانات في السباق حتى الفنانات شاركن في الرالي النسوي وأظهرن براعتهن في القيادة كما هو الشأن في التمثيل ومن بينهن أمل صقر، التي تشارك لثاني مرة في الرالي النسوي، إذ تقول "اكتشفت مناطق جديدة في المغرب واستمتعنا بسحر وجمال الطبيعة في مناطق الجنوب، خاصة في مراكش وتارودانت وورززات، ورغم الخوف، استطعنا نحن المشاركات من التغلب عليه ومواصلة السير بالشجاعة وروح المنافسة". وأضافت صقر أنها، خلال الرالي، استطاعت نسج علاقات جديدة ولديها رغبة في الاستمرار في المشاركة في الدورة الخامسة، خاصة أنها وجدت الدعم المعنوي والمساعدة من طرف سعيدة الإبراهيمي، رئيسة الجمعية المغاربية لسباق السيارات. رغم أن صقر أخفقت في السباق واحتلت مراتب متوسطة، إلا أنها لم تعبر عن قلقها بل أخذت الأمور بكل روح رياضية، وصممت على المشاركة في الدورات المقبلة، إلى حين الحصول على الرتبة الأولى. وشاركت ضمن الرالي النسوي نفيسة بن شهدة، بطلة مسلسل القضية، الذي اشتهرت فيه بدور الضابط حجامي، إذ شاركت كمساعدة للفنانة أمل صقر، طيلة السباق. حب الطبيعة لم يقتصر الرالي على النساء فقط بل رافق هؤلاء النساء طاقم تقني وتنظيمي يتكون من الرجال ومساندين، إذ أكد زهير مفاكيد، مساند الرالي ومدير شركة "جيراف تور"، أن المتسابقات مستواهم جدي في السياقة، وعبرنن قدرتهم على رفع العلم المغربي على الصعيدين الوطني والعالمي. وأضاف مفاكيد أن الرالي جعل الجميع يغني رصيده المعرفي بعدة معلومات عن المغرب، إضافة إلى اكتشاف مناطق جميلة بالجنوب، والوقوف على أن المغرب يزخر بعدة معالم تاريخية وثقافية وفنية. أما المشاغبتان والمشاركتان لأول مرة في الرالي كريمة إيمان (مكلفة بالسياحة بفندق أوم بلاص) و(ن.و)، معلمة من أزرو، فعبرتا عن إعجابهما بالسباق ورغبتهما في المشاركة في باقي الدورات، مؤكدتين أن الرالي أبان عن قدرة نساء متمرسات من السياقة في المسالك الوعرة والصبر على قطع مسافات طويلة بروح رياضية. وابتسامة عريضة قالتا "نحن فخورتان لمشاركتنا في الرالي والتعرف على أصدقاء جدد". عبرت المشاركات الجزائريات، خلال الرالي، عن حبهن للمغرب، مرددات عبارة "الله المغرب جميل وطبيعته خلابة"، أما التونسيات فأبدين بدورهن إعجابهن بجمال المغرب مع ترديد كلمة "برشة برشة المغرب جميل وناسوا أجمل"، والشيء نفسه أكدته المشاركة الفرنسية، التي أعجبت كثيرا بالطبخ المغربي. ومن جهتها، قالت زليخة السماغي (مشاركة من الجزائر)، التي احتلت الرتبة الأولى في السباق، صنف السيارات العادية "أنها فرحة للحصول على الرتبة الأولى"، كما عبرت عن إعجابها بطبيعة وسكان المغرب. ورددت السماغي في الأخير "ماشاء الله على طبيعة المغرب والحمد لله"، الشيء ذاته أكدته دليلة عزوف من الجزائر . وعبر بناصر الرحيوي، مدير بالنيابة على الرالي النسوي الدولي ل "المغربية"، أن الرالي عرف نجاحا وانضباطا من طرف المتسابقات، خلال جميع المراحل، والتي شملت أولا، مرحلة البيضاء أزود ومراكش وورززات وتارودانت والصويرة. وعن المشاكل التي عرفها السباق، أجملها الرخوي في وعرة المسالك وكثرة المنعرجات الصعبة، مشيرا إلى أنه رغم ذلك، استطاعت المتسابقات تجاوز الصعاب والسياقة بحكمة وتأن، مع احترام قانون السياقة. على إيقاع الدقة المراكشية وأنغام الأغنية المغربية والغربية، تنطلق المتسابقات في الرالي النسوي الدولي، وبدءا من نقطة الانطلاق بمدخل المركز التجاري مرجان كاليفورنيا بالبيضاء في اتجاه منطقة البروج بضواحي إقليمسطات، حيث أعطيت الانطلاقة الرسمية، تحت هتافات المتسابقات. انطلق السباق، وكلف فريق من المتعاونين بتقديم الماء للمتسابقات، مع الحفاظ على ابتسامة عريضة والإلحاح على أخذ كل متسابقة داخل السيارة ست قارورات من الماء المعدني وأربعة قاروات من المشروب الغازي، دون أن ينسى أي المتعاونون ترديد كلمة "بون كوراج" و "إياكم والسرعة" و "ردوا البال في الفيرجات". كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحا، حين انطلقت سيارات المتسابقات، اللواتي بلغ عددهن 56 متسابقة، الواحدة الأخرى تلو، وخلفهن كانت تسير سيارة الإسعاف و "الديبناج" بتأن، خوفا من حدوث حادثة ما، أو أي عطب تقني لهياكل السيارات. أجمل ما ميز رالي الجنوب في نسخته الرابعة أنه نسائي وشبابي بامتياز، ويحمل في الوقت نفسه طابعا اجتماعيا، إذ اصطحبت المتسابقات شاحنة مملوءة عن آخرها بالمساعدات التي قدمتها الجمعية المغاربية لسباق السيارات على الأسر المعوزة في المناطق النائية بمدينة أزيلال وبالضبط بشلالات أزود إيموزار، إضافة إلى توزيع ملابس على المحتاجين. وفي هذا السياق، أكدت سعيدة إبراهيمي، رئيسة الجمعية المغاربية لسباق السيارات ل "المغربية" أنه رغم الصعوبات التي تعترض تنظيم الرالي والمجهود البدني والفكري، الذي يبدل من أجل إنجاحه فإن الطابع الاجتماعي والإنساني، الذي تسهر الجمعية على الحفاظ عليه، ينسيهم كل تلك المشاكل والعراقيل مادام، تضيف، الهدف إنساني وخيري بامتياز. وشبهت الإبراهيمي الرالي النسوي في دورته الرابعة ب "ميني دكار"، مشيرة إلى أن أن الجمعية ستنظم في المستقبل راليا كبيرا، مادام أن المتسابقات عبرن عن قدرتهن على السياقة وتجاوز المخاطر والانظباط ،واحترام قوانين السير والسياقة. وشارك في هذا الرالي الدولي حوالي 26 منظما و56 مشاركة من مختلف أنحاء المغرب العربي والدولي، لكن مشاركة الأجنبيات كانت ضعيفة، مقارنة مع السنوات الماضية، إذ أكد الرحيوي أن بركان إسلاندا منع عدد من المتسابقات من أوروبا وأمريكا من المشاركة. وأضاف أن عدد المشاركات الأجنبيات لم يتعد، خلال الرالي النسوي الدولي المغاربي في نسخته الرابعة، سوى أربع مشاركات من الجزائر، واثنين من تونس، ومشاركة من فرنسا. في الطريق إلى مدينة مراكش مر المتسابقات من عدة دواوير بمنطقة أزيلال حيث تجسد الفقر وظهر جليا التهميش والعزلة، اللذين يعيشهما يعيشها سكان تلك الدواوير المهددين في أية لحظة بأن يجرفهم الوادي المحاذي لسد بين الويدان، ففي الوقت الذي كانت تسير سيارات المتسابقات بسرعة وتحدث صوتا مدويا كان أطفال حفاة وآخرون بثياب ممزقة يلوحون بأيديهم ويطلبون من المتسابقين الوقوف،إذ كانوا يظنون أنهم سيخلصونهم من الفقر ويفكون عنهم العزلة، لكن كانت كلما مرت السيارة بسرعة تغيرت قسمات هؤلاء الأطفال الأبرياء وعادوا أدراجهم، علهم يجدون أملا في وفود قادمة من العاصمة الإدارية. استمتعت المتسابقات، خلال الرالي، بجولات سياحية، والوقوف على المناظر الخلابة، التي يزخر بها المغرب والمآثر التي تعبر عن موروث ثقافي وتاريخي، لكن كانت كلما ولج أحد الزوار المحلات التجارية في كل من مدن مراكش وورززات وتارودانت والصويرة، إلا وسمعت كلمات من قبيل "الحركة واقفة وتعاونوا معانا" و"هاذ البركان ديال إسلاندا خرج علينا" و "كلنا بدا يسخن الحال وغاذي نترزقوا شوي مع السياح، لكن هاذ الركان خرج من الجنب". لم يخل الرالي من توزيع المشاركات المياه المعدنية ومشتقات الحليب (دانون وريبي) والحلويات (بسكويت) على أطفال الداووير، التي يتوقف بها المتسابقات، من أجل الانطلاقة الرسمية.